responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 415
مخالفة الرسول، وهو قوله: (ومعصية الرسول) وذلك أنه نهاهم عن النجوى، فعصوه. ويجوز أن يكون الإثم والعدوان، ذلك السر الذي يجري بينهم، لأنه شئ يسؤ المسلمين، ويوصي بعضهم بعضا بترك أمر الرسول، والمعصية له.
(وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) وذلك أن اليهود كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون: السام عليك. والسام: الموت. وهم يوهمونه أنهم يقولون:
السلام عليك. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرد على من قال ذلك، فيقول: وعليك. وقال الحسن: كان اليهودي يقول السام عليك أي: إنكم ستسامون دينكم هذا، وتملونه فتدعونه. ومن قال السام: الموت، فهو سام الحياة بذهابها (ويقولون في أنفسهم) أي: يقول بعضهم لبعض. وقيل: معناه أنهم لو تكلموا لقالوا هذا الكلام، وإن لم يكن منهم قول.
(لولا يعذبنا الله بما نقول) أي: يقولون لو كان هذا نبيا، كما يزعم، فهلا يعذبنا الله، ولا يستجيب له فينا قوله: وعليكم يعني السام، وهو الموت. فقال سبحانه: (حسبهم) أي كافيهم (جهنم يصلونها) يوم القيامة، ويحترقون فيها (فبئس المصير) أي فبئس المرجع والمال جهنم، لما فيها من أنواع العذاب والنكال. ثم نهى المؤمنين عن مثل ذلك، فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) أي لا تفعلوا كفعل المنافقين واليهود (وتناجوا بالبر والتقوى) أي بأفعال الخير والطاعة، والخوف من عذاب الله، واتقاء معاصي الله.
(واتقوا الله الذي إليه) أي إلى جزائه (تحشرون) يوم القيامة. (إنما النجوى من الشيطان) يعني نجوى المنافقين والكفار، بما يسؤ المؤمنين ويغمهم، من وساوس الشيطان، وبدعائه وإغوائه يفعل ذلك النجوى. (ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا) أي نجواهم لا يضرهم شيئا. وقيل: إن الشيطان لا يضرهم شيئا (إلا بإذن الله) يعني بعلم الله. وقيل: بأمر الله، لأن سببه بأمره، وهو الجهاد، وخروجهم إليه. وقيل: بأمر الله، لأنه يلحقهم الآلام والأمراض عقيب ذلك (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) في جميع أمورهم، دون غيره. وقيل: إن الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها الانسان في نومه، فيحزنه. وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما، فإن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست