responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 396
فقال: العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، كمن جاهد [1] والله مع قائم آل محمد عليه السلام بسيفه. ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه. ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه. وفيكم آية من كتاب الله. وقلت: وأي آية جعلت فداك؟ قال قول الله عز وجل: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم) ثم قال: صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم.
وقيل: إن الشهداء منفصل مما قبله مستأنف، والمراد بالشهداء الأنبياء عليه السلام الذين يشهدون للأمم وعليهم، وهو قول ابن عباس، ومسروق، ومقاتل بن حيان، واختاره الفراء والزجاج. وقيل: هم الذين استشهدوا في سبيل الله، عن مقاتل بن سليمان، وابن جرير (والذين كفروا كذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) يبقون فيها دائمين. ثم زهد سبحانه المؤمنين في الدنيا، والركون إلى لذاتها فقال: (اعلموا أنما الحياة الدنيا) يعني إن الحياة في هذه الدار الدنيا (لعب ولهو) أي بمنزلة اللهو واللعب، إذ لا بقاء لذلك، ولا دوام، ويزول عن وشيك، كما يزول اللهو واللعب. قال مجاهد: كل لعب لهو. وقيل: اللعب ما رغب في الدنيا، واللهو ما ألهى عن الآخرة. (وزينة) تتزينون بها في الدنيا. وقيل: أراد بذلك أنها تتحلى في أعين أهلها، ثم تتلاشى (وتفاخر بينكم) أي يفاخر الرجل بها قرينه وجاره، عن ابن عباس. (وتكاثر في الأموال والأولاد) قال: يجمع ما لا يحل له تكاثرا به، ويتطاول على أولياء الله بماله وولده وخدمه، والمعنى: أنه يفني عمره في هذه الأشياء. ثم بين سبحانه لهذه الحياة شبها فقال: (كمثل غيث) أي مطر (أعجب الكفار نباته) أي أعجب الزراع ما ينبت من ذاك الغيث. قال الزجاج: ويجوز أن يكون المراد الكفار بالله، لأن الكافر أشد إعجابا بالدنيا من غيره. (ثم يهيج) أي ييبس (فتراه مصفرا) وهو إذا قارب اليبس (ثم يكون حطاما) يتحطم ويتكسر بهد يبسه. وشرح هذا المثل قد تقدم في سورة يونس. (وفي الآخرة عذاب شديد) لأعداء الله، عن مقاتل (ومغفرة من الله ورضوان) لأوليائه وأهل طاعته (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) لمن اغتر بها، ولم يعمل لآخرته. قال سعيد بن جبير: متاع


[1] في المخطوطة: كمن جالد.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست