responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 340
فما راعنا إلا يسير بشرطة * وعهدي به قينا يفش بكير [1] على أن هذا الحذف قد جاء في المبتدأ في الآية التي تلونا [2]، أو بعضها.
وقد قالوا. (تسمع بالمعيدي لا أن تراه) فإذا حذف الموصوف بقي بعده، من نحاس، الذي هو صفة لشئ محذوف، وحذف من لأن ذكره قد تقدم في قوله (من نار)، فحسن لذلك حذفها، كما حسن حذف الجار من قولهم: على من تنزل أنزل، وكما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:
وأصبح من أسماء قيس كقابض * على الماء لا يدري بما هو قابض أي: بما هو قابض عليه. فحذف لدلالة الكلام المتقدم عليه، وكما حذف الجار عند الخليل في قوله. (إن لم يجد يوما على من يتكل) يريد: عنده من يتكل عليه. فحذف الجار لأنه جرى ذكره قبل، فيكون انجرار نحاس على هذا بمن المضمرة، لا بالإشراك في من التي جرت في قوله (من نار) فإذا انجر بمن لم يكن للشواظ الذي هو اللهب قسط من الدخان.
اللغة: الثقلان: أصله من الثقل، وكل شئ له وزن وقدر، فهو ثقل، ومنه قيل لبيض النعامة: ثقل. قال:
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما * ألقت ذكاء يمينها في كافر [3] وإنما سميت الإنس والجن ثقلين لعظم خطرهما، وجلالة شأنهما، بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات، ولثقل وزنهما بالعقل والتمييز، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) سماهما ثقلين لعظم خطرهما، وجلالة قدرهما. وقيل: إن الجن والإنس سميا ثقلين لثقلهما على الأرض، أحياء وأمواتا. ومنه قوله: (وأخرجت الأرض أثقالها) أي: أخرجت ما فيها من الموتى. والعرب تجعل السيد الشجاع ثقلا على الأرض، قالت الخنساء:
أبعد ابن عمرو من آل الشريد * حلت به الأرض أثقالها


[1] فش الوطب: أخرج ما فيه من الريح، وذلك بان يحل وكائه، وبفتح فاه، فتخرج منه الريح
التي كان قد نفخها فيه.
[2] في نسخة: تلوتها.
[3] فتذكرا أي الظليم والنعامة والرثيد ما رثد أي نضد ووضع بعضه فوق بعض.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست