responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 324
الملائكة فيه على وجوههم في النار، ويقال لهم: (ذوقوا مس سقر) يعني إصابتها إياهم بعذابها وحرها، وهو كقولهم: " وجدت مس الحمى " وسقر: جهنم. وقيل:
هي باب من أبوابها. وأصل السقر التلويح، يقال: سقرته الشمس وصقرته إذا لوحته. وإنما لم ينصرف للتعريف والتأنيث.
(إنا كل شئ خلقناه بقدر) أي خلقنا كل شئ خلقناه مقدرا بمقدار توجبه الحكمة، لم نخلقه جزافا، ولا تخبيتا [1]، فخلقنا العذاب أيضا على قدر الاستحقاق، وكذلك كل شئ في الدنيا والآخرة، خلقناه مقدرا بمقدار معلوم، عن الجبائي. وقيل: معناه خلقنا كل شئ على قدر معلوم، فخلقنا اللسان للكلام، واليد للبطش، والرجل للمشي، والعين للنظر، والأذن للسماع، والمعدة للطعام.
ولو زاد أو نقص عما قدرناه، لما تم الغرض، عن الحسن. وقيل: معناه جعلنا لكل شئ شكلا يوافقه، ويصلح له كالمرأة للرجل، والأتان للحمار، وثياب الرجال للرجال، وثياب النساء للنساء، عن ابن عباس. وقيل: خلقنا كل شئ بقدر مقدر، وقضاء محتوم في اللوح المحفوظ.
(وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) أي: وما أمرنا بمجئ الساعة في السرعة، إلا كطرف البصر، عن ابن عباس والكلبي. ومعنى اللمح: النظر بالعجلة، وهو خطف البصر. والمعنى: إذا أردنا قيام الساعة أعدنا الخلق، وجميع المخلوقات [2] في قدر لمح البصر، في السرعة. وقيل: معناه وما أمرنا إذا أردنا أن نكون شيئا إلا مرة واحدة، لم نحتج فيه إلى ثانية. وإنما نقول له: كن فيكون، كلمح البصر في سرعته، من غير إبطاء ولا تأخير، عن الجبائي.
(ولقد أهلكنا أشياعكم) أي أشباهكم ونظائركم في الكفر من الأمم الماضية، عن الحسن. وسماهم أشياعهم لما وافقوهم في الكفر، وتكذيب الأنبياء. (فهل من مدكر) أي فهل من متذكر لما يوجبه هذا الوعظ من الانزجار عن مثل ما سلف من أعمال الكفار، لئلا يقع به ما وقع بهم من الإهلاك (وكل شئ فعلوه في الزبر) أي في الكتب التي كتبها الحفظة. وهذه إشارة إلى أنهم غير مغفول عنهم، عن


[1] وفي نسخة. تنحيتا، ولا معنى مناسب لهما. وفي نسخة: تعبثا ولعله يناسب المورد.
[2] وفي المخطوطة. الحيوانات.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست