responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 288
الهدى إلى الضلال. وما غوى فيما يؤديه إليكم. ومعنى غوى: ضل. وإنما أعاده تأكيدا. وقيل: معناه ما خاب عن إصابة الرشد. وقيل: ما خاب سعيه، بل ينال ثواب الله، وكرامته. (وما ينطق عن الهوى) أي وليس ينطق بالهوى. وهكذا كما يقال: رميت بالقوس، وعن القوس. وقيل: معناه ولا يتكلم بالقرآن، وما يؤديه إليكم، عن الهوى الذي هو ميل الطبع. (إن هو إلا وحي يوحى) أي ما القرآن، وما ينطق به من الأحكام، إلا وحي من الله يوحى إليه أي: يأتيه به جبرائيل، وهو قوله:
(علمه شديد القوى) يعني جبرائيل (ع) أي: القوي في نفسه وخلقته، عن ابن عباس والربيع وقتادة، والقوى جمع القوة (ذو مرة) أي: ذو قوة وشدة في خلقه، عن الكلبي قال: ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود، فرفعها إلى السماء، ثم قلبها، ومن شدته صيحته لقوم ثمود حتى هلكوا. وقيل: معناه ذو صحة وخلق حسن، عن ابن عباس وقتادة. وقيل: شديد القوى في ذات الله. ذو مرة أي صحة في الجسم، سليم من الآفات والعيوب. وقيل: ذو مرة أي: ذو مرور في الهواء، ذاهبا وجائيا، ونازلا وصاعدا، عن الجبائي. (فاستوى) جبرائيل على صورته التي خلق عليها بعد انحداره إلى محمد (ص).
(وهو) كناية عن جبرائيل (ع) أيضا (بالأفق الأعلى) يعني أفق المشرق.
والمراد بالأعلى: جانب المشرق، وهو فوق جانب المغرب في صعيد الأرض، لا في الهواء. قالوا: إن جبرائيل كان يأتي النبي (ص) في صورة الآدميين، فسأله النبي (ص) أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها. فأراه نفسه مرتين: مرة في الأرض، ومرة في السماء. أما في الأرض، ففي الأفق الأعلى، وذلك أن محمدا (ص) كان بحراء، فطلع له جبرائيل (ع) من المشرق، فسد الأفق إلى المغرب، فخر النبي (ص) مغشيا عليه. فنزل جبرائيل مثنه في صورة الآدميين، فضمه إلى نفسه، وهو قوله:
(ثم دنا فتدلى) وتقديره: ثم تدلى أي قرب بعد بعده، وعلوه في الأفق الأعلى فدنا من محمد (ص). قال الحسن وقتادة: ثم دنا جبرائيل (ع) بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض، فنزل إلى محمد (ص). وقال الزجاج: معنى دنا وتدلى واحد، لأن معنى دنا قرب، وتدلى زاد في القرب، كما تقول: قد دنا مني فلان

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست