responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 282
تدعون، فلنا الجنة. ومثله: (ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى)، عن الحسن. والغيب الذي لا يعلمه إلا الله، هو ما لا يعلمه العاقل ضرورة، ولا عليه دلالة، فالله عالم به، لأنه يعلمه لنفسه، والعالم لنفسه يعلم جميع المعلومات، فلا يخفى عليه شئ منها. (أم يريدون كيدا) أي مكرا بك، وتدبير سوء في بابك سرا، على ما دبروه في دار الندوة. (فالذين كفروا هم المكيدون) أي هم المجزيون بكيدهم. فإن ضرر ذلك يعود عليهم، ويحيق بهم مكرهم، كما جزى الله سبحانه أهل دار الندوة بكيدهم أن قتلهم ببدر. (أم لهم إله غير الله) يرزقهم ويحفظهم وينصرهم. يعني: إن الذين اتخذوهم آلهة، لا تنفعهم ولا تدفع عنهم.
ثم نزه سبحانه نفسه فقال: (سبحان الله عما يشركون) به من الآلهة. ثم ذكر سبحانه عنادهم، وقسوة قلوبهم فقال: (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا) يعني:
إن عذبناهم بسقوط بعض من السماء عليهم، لن ينتهوا عن كفرهم. وقالوا: هو قطعة من السحاب. وهو قوله: (يقولوا سحاب مركوم) بعضه على بعض. وكل هذه الأمور المذكورة بعد أم في هذه السورة، إلزامات لعبدة الأوثان على مخالفة القرآن.
ثم قال سبحانه يخاطب النبي (ص): (فذرهم) يا محمد أي اتركهم (حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) أي يهلكون بوقوع الصاعقة عليهم. وقيل: الصعقة النفخة الأولى التي يهلك عندها جميع الخلائق. ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال:
(يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا) أي لا تنفعهم حيلتهم، ولا تدفع عنهم شيئا (ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا) يعني كفار مكة (عذابا دون ذلك) أي دون عذاب الآخرة، يعني القتل يوم بدر، عن ابن عباس. وقيل: يريد عذاب القبر، عن ابن عباس أيضا، والبراء بن عازب. وقيل: هو الجوع في الدنيا، والقحط سبع سنين، عن مجاهد. وقيل: هو مصائب الدنيا، عن ابن زيد. وقيل: هو عام جميع ذلك.
(ولكن أكثرهم لا يعلمون) ما هو نازل بهم (واصبر) يا محمد (لحكم ربك) الذي حكم به، وألزمك التسليم له، إلى أن يقع عليهم العذاب الذي حكمنا عليهم. وقيل: واصبر على أذاهم حتى يرد أمر الله عليك بتخليصك (فإنك بأعيننا) أي بمرأى منا، ندركك، ولا يخفى علينا شئ من أمرك، ونحفظك لئلا يصلوا إلى شئ من مكروهك.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست