responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 279
يقولون) أي بل يقولون هو (شاعر نتربص به ريب المنون) أي ننتظر به حدثان الموت، وحوادث الدهر، فيهلك كما هلك من تقدم من الشعراء. والمنون: يكون بمعنى الدهر، ويكون بمعنى المنية. وأم هذه [1] المنقطعة بمعنى الترك والتحول، كقول علقمة [2]:
هل ما علمت، وما استودعت، مكتوم أم حبلها، إذ نأتك اليوم، مصروم فكأنه قال [3]: حبلها مصروم لأن بعده قوله:
أم هل كبير بكى، لم يقض عبرته إثر الأحبة، يوم البين مشكوم [4] ثم قال سبحانه: (قل) لهم يا محمد (تربصوا فإني معكم من المتربصين) أي: إنكم إن تربصتم في حوادث الدهر، فإني منتظر مثل ذلك بكم. وتربص الكفار بالنبي (ص) والمؤمنين قبيح، وتربص النبي (ص) والمؤمنين بالكفار، وتوقعهم لهلاكهم حسن. وقوله: (فتربصوا) وإن كان بصيغة الأمر، فالمراد به التهديد.
(أم تأمرهم أحلامهم بهذا) أي بل تأمرهم عقولهم بما يقولونه لك، ويتربصونه بك. قال المفسرون: كانت عظماء قريش توصف بالأحلام والعقول، فأزرى الله سبحانه بعقولهم، حيث لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل.
ثم أخبر سبحانه عن طغيانهم فقال: (أم هم قوم طاغون) وقرأ مجاهد: (بل هم قوم طاغون). وبل في المعنى قريبة من أم هنا، إلا أن ما بعد بل متيقن، وما بعد أم مشكوك فيه. والمعنى: إن عقولهم لم تأمرهم بهذا، ولم تدعهم إليه، بل حملهم الطغيان على تكذيبك. (أم يقولون تقوله) أي افتعل القران وتكذبه من تلقاء نفسه. والتقول: تكلف القول، ولا يقال ذلك إلا في الكذب. (بل لا يؤمنون) أي ليس الأمر كما زعموا، بل ثبت أنه من عند الله، ولكنهم لا يصدقون بذلك عنادا وحسدا واستكبارا.


[1] وفي المخطوطة: هذه هي المنقطعة.
[2] وفي نسختين: علقمة بن عبدة.
[3] وفيهما: بل أحملها.
[4] قوله: (لم يقض عبرته) حال من الضمير في (بكى) الراجع إلى الكبير. وبكى: وصف لكبير.
(وإثر الأحبة) متعلق ببكى. والبين: الفراق. ومشكوم: مأخوذ من الشكيمة وهي حديدة
معترضة في فم الفرس أي: مسدود فوه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست