responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 269
تنفعهم، عن الكلبي.
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني) أي لم أخلق الجن والإنس إلا لعبادتي. والمعنى لعبادتهم إياي، عن الربيع. فإذا عبدوني استحقوا الثواب.
وقيل: إلا لأمرهم وأنهاهم، وأطلب منهم العبادة، عن مجاهد. واللام لام الغرض، والمراد: إن الغرض في خلقهم تعريضهم للثواب، وذلك لا يحصل إلا بأداء العبادة، فصار كأنه سبحانه خلقهم للعبادة. ثم إنه إذا لم يعبده قوم لم يبطل الغرض، ويكون كمن هيأ طعاما لقوم ودعاهم ليأكلوه، فحضروا ولم يأكله بعضهم، فإنه لا ينسب إلى السفه، ويصح غرضه، فإن الأكل موقوف على اختيار الغير، وكذلك المسألة، فإن الله إذا أزاح علل المكلفين من القدرة والآلة والألطاف، وأمرهم بعبادته، فمن خالف فقد أتي من قبل نفسه، لا من قبله سبحانه. وقيل:
معناه إلا ليقروا بالعبودية، طوعا وكرها، عن ابن عباس.
(ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) هذا نفي الإيهام عن خلقهم لعبادته أن يكون ذلك لعائدة نفع يعود عليه تعالى، فبين أنه لعائدة النفع على الخلق دونه تعالى، لاستحالة النفع عليه، لأنه غني لنفسه، فلا يحتاج إلى غيره، وكل الخلق يحتاج إليه. وقيل: معناه ما أريد أن يرزقوا أحدا من خلقي، ولا أن يرزقوا أنفسهم، وما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق كلهم عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه. (إن الله هو الرزاق) لعباده، وللخلائق كلهم، فلا يحتاج إلى معين (ذو القوة) أي ذو القدرة (المتين) أي القوي الذي يستحيل عليه العجز والضعف، إذ هو القادر لنفسه، يقال: متن متانة فهو متين إذا قوي. (فإن للذين ظلموا) أنفسهم بالكفر والمعاصي (ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم) أي: نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين هلكوا نحو قوم نوح وعاد وثمود. (فلا يستعجلون) بإنزال العذاب عليهم، فإنهم لا يفوتون (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) هذا يدل على أنهم أخروا إلى يوم القيامة، والويل: كلمة تقولها العرب لكل من وقع في الهلكة.
النظم: وجه اتصال قوله: (والسماء بنيناها بأيد) بما قبله هو أنه في قوم نوح آية، وفي السماء أيضا آية، فهو متصل به في المعنى.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست