responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 26
(ومن آياته) أي من أدلته الدالة على ربوبيته (أنك ترى الأرض خاشعة) أي غبراء دارسة متهشمة، عن قتادة والسدي. أي كان حالها حال الخاضع المتواضع.
وقيل: ميتة يابسة لا نبات فيها. قال الأزهري: إذا يبست الأرض، ولم تمطر قيل:
قد خشعت. (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) أي تحركت بالنبات، وربت أي انتفخت وارتفعت قبل أن تنبت. وقيل: (اهتزت) بالنبات (وربت) بكثرة ريعها، عن الكلبي. (إن الذي أحياها) أي: أحيى الأرض بما أنزله من المطر (لمحيي الموتى) في الآخرة مثل ذلك (إنه على كل شئ قدير) ظاهر المعنى.
(إن الذين يلحدون في آياتنا) أي: إن الذين يميلون عن الإيمان بآياتنا (لا يخفون علينا) بأشخاصهم وأقوالهم وأفعالهم. وهذا وعيد، عن قتادة وابن زيد والسدي. وقد قيل: إن معنى الإلحاد في آيات الله، هو ما كانوا يفعلونه من المكاء والصفير، عن مجاهد. وقيل: هو تبديلهم ذلك، ووضعه في غير موضعه، عن ابن عباس. وقال بعض المفسرين: إن المراد بالآيات هنا دلالات التوحيد والإلحاد فيها:
الانحراف عنها، وترك الاستدلال بها.
ثم قال سبحانه على وجه الانكار عليهم، والتهجين لفعلهم، والتهديد لهم:
(أفمن يلقى في النار خير) وهم الملحدون (أم من يأتي آمنا يوم القيامة) من عذاب الله، وهم المؤمنون المطيعون. وهذا استفهام تقرير معناه: إنهما لا يستويان.
وقيل: إن الذي يلقى في النار أبو جهل، والذي يأتي آمنا يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مقاتل. وقيل: هو عمار بن ياسر، عن عكرمة. والصحيح أن الآية على العموم، والمراد بهما المؤمن والكافر.
ثم قال سبحانه: (اعملوا ما شئتم) لفظه لفظ الأمر، ومعناه الوعيد والتهديد أي: فإذا علمتم أنهما لا يستويان، فليختر كل واحد منكم لنفسه ما شاء من الأمرين، فإن العاقل لا يختار الإلقاء في النار، فإذا لم يختر ذلك، فلا بد أن يؤمن بالآيات، فلا يلحد فيها. (إنه بما تعملون) أي: بأعمالكم (بصير) عالم لا يخفى عليه شئ منها.
ثم أخبر سبحانه عنهم مهجنا لهم، فقال: (إن الذين كفروا بالذكر) الذي هو القرآن، وجحدوه (لما جاءهم) أي: حين جاءهم. ثم أخذ سبحانه في وصف

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست