responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 248
المعنى: لما أخبر سبحانه عما أعده للكافرين والعصاة، عقبه بذكر ما أعده للمتقين فقال: (وأزلفت الجنة للمتقين) أي: قربت الجنة، وأدنيت للذين اتقوا الشرك والمعاصي حتى يروا ما فيها من النعيم. والجنة هي البستان الذي يجمع كل لذة من الأنهار والأشجار وطيب الثمار ومن الأزواج الكرام، والحور الحسان، والخدم من الولدان، ومن الأبنية الفاخرة المزينة بالياقوت والزمرد والعقيان، نسأل الله التوفيق لما يقرب من رضاه (غير بعيد) أي هي قريبة منهم، لا يلحقهم ضرر، ولا مشقة في الوصول إليها. وقيل: معناه ليس ببعيد مجئ ذلك، لأن كل آت قريب، ومثله قول الحسن: كأنك بالدنيا كان لم تكن، وبالآخرة كأن لم تزل.
(هذا ما توعدون) أي هذا الذي ذكرناه، هو ما وعدتم به من الثواب على ألسنة الرسل (لكل أواب) أي تواب رجاع إلى الطاعة، عن الضحاك وابن زيد.
وقيل: لكل مسبح عن ابن عباس وعطاء. (حفيظ) لما أمر الله به متحفظ من الخروج إلى ما لا يجوز من سيئة تدنسه، أو خطيئة تحط منه وتشينه. (من خشي الرحمن بالغيب) أي هو من خاف الله وأطاعه، وآمن بثوابه وعقابه، ولم يره. وقيل بالغيب أي: في الخلوة بحيث لا يراه أحد، عن الضحاك والسدي. (وجاء بقلب منيب) أي: ودام على ذلك حتى وافى الآخرة بقلب مقبل على طاعة الله، راجع إلى الله بضمائره.
(ادخلوها بسلام) أي يقال لهم ادخلوا الجنة بأمان من كل مكروه، وسلامة من كل آفة. وقيل: بسلام من الله وملائكته عليهم (ذلك يوم الخلود) الوقت الذي يبقون فيه في النعيم مؤبدين، لا إلى غاية لهم ما يشاؤون فيها) أي لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم، ويريدونه من أنواع النعم (ولدينا مزيد) أي: وعندنا زيادة على ما يشاؤونه مما لم يخطر ببالهم، ولم تبلغهم أمانيهم. وقيل: هو الزيادة على مقدار استحقاقهم من الثواب بأعمالهم.
ثم خوف سبحانه كفار مكة فقال: (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) أي كثيرا أهلكنا قبل هؤلاء من القرون الذين كذبوا رسلهم (هم أشد منهم بطشا) أي الذين أهلكناهم كانوا أشد قوة من هؤلاء، وأكثر عدة وعدة [1]، ولم يتعذر علينا ذلك، فما


[1] في المخطوطة: مدة بدل عدة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست