responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 243
أيها السائق، ويا أيها الشهيد ألقيا والرابع: إنه يريد النون الخفيفة، فكان ألقين.
فاجرى الوصل مجرى الوقف، فأبدل من النون ألفا، كما قال الأعشى:
وذا النسك المنصوب لا تنسكنه، * ولا تعبد الشيطان، والله فاعبدا [1] ويؤيد هذا القول ما روي عن الحسن أنه قرأ: (ألقيا) بالتنوين. (الذي جعل مع الله إلها آخر): إن كان مبتدأ فخبره قوله (فألقياه) ويجوز أن يكون نصبا بمضمر يفسره (فألقياه). ويجوز أن يكون نصبا بدلا من قوله (كل كفار). ولا يجوز أن يكون جرا صفة لكفار، لأن النكرة لا توصف بالموصول، إنما الموصول وصلة إلى وصف المعارف بالجمل.
المعنى: ثم أخبر سبحانه عن حال الناس بعد البعث، فقال: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) أي وتجئ كل نفس من المكلفين في يوم الوعيد، ومعها سائق من الملائكة يسوقها أي يحثها على السير إلى الحساب، وشهيد من الملائكة يشهد عليها بما يعلم من حالها، وشاهده منها وكتبه عليها، فلا يجد إلى الهرب ولا إلى الجحود سبيلا. وقيل: السائق من الملائكة، والشهيد الجوارح تشهد عليها، عن الضحاك.
(لقد كنت في غفلة) أي يقال له: لقد كنت في سهو ونسيان (من هذا) اليوم في الدنيا. والغفلة: ذهاب المعنى عن النفس (فكشفنا عنك غطاءك) الذي كان في الدنيا يغشى قلبك وسمعك وبصرك، حتى ظهر لك الأمر. وإنما تظهر الأمور في الآخرة بما يخلق الله تعالى من العلوم الضرورية فيهم، فيصير بمنزلة كشف الغطاء لما يرى. وإنما يراد به جميع المكلفين برهم وفاجرهم، لأن معارف الجميع ضرورية (فبصرك اليوم حديد) أي فعينك اليوم حادة النظر، لا يدخل عليها شك ولا شبهة.
وقيل: معناه فعلمك بما كنت فيه من أحوال الدنيا نافذ، ولا يراد به بصر العين، كما يقال: فلان بصير بالنحو والفقه. وقيل: هو خاص في الكافر أي: فأنت اليوم عالم بما كنت تنكره في الدنيا، عن ابن عباس.
(وقال قرينه) يعني الملك الشهيد عليه، عن الحسن، وهو المروي عن أبي


[1] قد مر البيت في ج 1.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست