responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 23
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) صورته صورة الاستفهام، والمراد به النفي، تقديره: وليس أحد أحسن قولا ممن دعا إلى طاعة الله، وأضاف إلى ذلك أن يعمل الأعمال الصالحة (وقال إنني من المسلمين) أي: ويقول مع ذلك إنني من المستسلمين لأمر الله، المنقادين إلى طاعته. وقيل: معناه ويقول إنني من جملة المسلمين، كما قال إبراهيم: (وأنا أول المسلمين). وهذا الداعي هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن وابن زيد والسدي. وقيل: هو وجميع الأئمة الدعاة الهداة إلى الحق، عن مقاتل وجماعة من المفسرين. وقيل: هم المؤذنون، عن عائشة وعكرمة. وفي هذه الآية رد على من قال أنا مؤمن إن شاء الله، لأنه مدح من قال إنني من المسلمين، من غير أن يقرنه بالمشيئة. وفي هذه الآية دلالة على أن الدعاء إلى الدين من أعظم الطاعات، وأجل الواجبات. وفيها دلالة على أن الداعي يجب أن يكون عاملا بعلمه، ليكون الناس إلى القبول منه أقرب، وإليه أسكن.
ثم قال سبحانه: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) قيل: معناه لا تستوي الملة الحسنة التي هي الاسلام، والملة السيئة التي هي الكفر. وقيل: معناه لا تستوي الأعمال الحسنة، ولا الأعمال القبيحة. وقيل: لا تستوي الخصلة الحسنة والسيئة، فلا يستوي الصبر والغضب، والحلم والجهل، والمداراة والغلظة، والعفو والإساءة.
ثم بين سبحانه ما يلزم على الداعي من الرفق بالمدعو، فقال: (إدفع بالتي هي أحسن) [خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إدفع بالتي هي أحسن] [1].
خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال إدفع بحقك باطلهم، وبحلمك جهلهم، وبعفوك إساءتهم. (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) معناه: فإنك إذا دفعت خصومك بلين ورفق ومداراة، صار عدوك الذي يعاديك في الدين، بصورة وليك القريب، فكأنه وليك في الدين، وحميمك في النسب. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الحسنة التقية، والسيئة الإذاعة.
(وما يلقاها) أي وما يلقى هذه الفعلة، وهذه الحالة التي هي دفع السيئة بالحسنة (إلا الذين صبروا) على كظم الغيظ واحتمال المكروه. وقيل. إلا الذين صبروا في الدنيا على الأذى، عن أبي عبد الله عليه السلام. (وما يلقاها) أي وما يلقى


[1] ما بين المعقفتين زائد.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست