responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 221
(فتبينوا) صدقه من كذبه، ولا تبادروا إلى العمل بخبره. ومن قال (فتثبتوا) فمعناه: توقفوا فيه وتأنوا حتى يثبت عندكم حقيقته (أن تصيبوا قوما بجهالة) أي حذرا من أن تصيبوا قوما في أنفسهم وأموالهم بغير علم بحالهم، وما هم عليه من الطاعة والإسلام (فتصبحوا على ما فعلتم) من إصابتهم بالخطأ (نادمين) لا يمكنكم تداركه. وفي هذا دلالة على أن خبر الواحد لا يوجب العلم، ولا العمل، لان المعنى إن جاءكم من لا تأمنون أن يكون خبره كذبا، فتوقفوا فيه. وهذا التعليل موجود في خبر من يجوز كونه كاذبا في خبره. وقد استدل بعضهم بالآية على وجوب العمل بخبر الواحد، إذا كان عدلا، من حيث إن الله سبحانه أوجب التوقف في خبر الفاسق، فدل على أن خبر العدل لا يجب التوقف فيه. وهذا لا يصح لان دليل الخطاب لا يعول عليه عندنا، وعند أكثر المحققين.
(واعلموا أن فيكم رسول الله) أي فاتقوا الله أن تكذبوه، أو تقولوا باطلا عنده، فإن الله تعالى يخبره بذلك فتفضحوا. وقيل: معناه واعلموا بما أخبره الله تعالى من كذب الوليد أن فيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذه إحدى معجزاته (لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم) أي لو فعل ما تريدونه في كثير من الامر لوقعتم في عنت، وهو الاثم والهلاك. فسمى موافقته لما يريدونه طاعة لهم مجازا. ألا ترى أن الطاعة تراعى فيها الرتبة، فلا يكون الانسان مطيعا لمن دونه، وإنما يكون مطيعا لمن فوقه، إذا فعل ما أمره به.
ثم خاطب المؤمنين الذين لا يكذبون فقال: (ولكن الله حبب إليكم الايمان) أي جعله أحب الأديان إليكم بأن أقام الأدلة على صحته، وبما وعد من الثواب عليه (وزينه في قلوبكم) بالألطاف الداعية إليه. (وكره إليكم الكفر) بما وصف من العقاب عليه بوجوه الألطاف الصارفة عنه (والفسوق) أي الخروج عن الطاعة إلى المعاصي (والعصيان) أي جميع المعاصي. وقيل: الفسوق الكذب، عن ابن عباس وابن زيد، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام.
ثم عاد سبحانه إلى الخبر عنهم فقال: (أولئك هم الراشدون) يعني الذين وصفهم بالايمان، وزينه في قلوبهم، هم المهتدون إلى محاسن الأمور. وقيل: هم الذين أصابوا الرشد، واهتدوا إلى الجنة. (فضلا من الله ونعمة) أي تفضلا مني عليهم، ورحمة مني لهم، عن ابن عباس. (والله عليم) بالأشياء كلها (حكيم)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست