responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 217
ومعناه: لا تقطعوا أمرا دون الله ورسوله، ولا تعجلوا به. قال أبو عبيدة: العرب تقول: لا تقدم بين يدي الامام، وبين يدي الأب أي: لا تعجل بالأمر دونه، والنهي. وقدم هنا بمعنى تقدم، وهو لازم. وقيل: معناه لا تقدموا أعمال الطاعة قبل الوقت الذي أمر الله ورسوله به، حتى أنه قيل: لا يجوز تقديم الزكاة قبل وقتها، عن الزجاج. وقيل [1]: لا تمكنوا أحدا يمشي أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل كونوا تبعا له، وأخروا أقوالكم وأفعالكم عن قوله وفعله. وقال الحسن: نزل في قوم ذبحوا الأضحية قبل صلاة العيد، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإعادة. وقال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا قبل كلامه أي: إذا كنتم جالسين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسئل عن مسألة، فلا تسبقوه بالجواب، حتى يجيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولا. وقيل: معناه لا تسبقوه بقول، ولا فعل، حتى يأمركم به، عن الكلبي والسدي. والأولى حمل الآية على الجميع، فإن كل شئ كان خلافا لله ورسوله، إذا فعل، فهو تقديم بين يدي الله ورسوله، وذلك ممنوع.
(واتقوا الله) أي اجتنبوا معاصيه (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم) بأعمالكم فيجازيكم بها (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) لان فيه أحد الشيئين: إما نوع استخفاف به فهو الكفر، وإما سوء الأدب فهو خلاف التعظيم المأمور به. (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) أي غضوا أصواتكم عند مخاطبتكم إياه، وفي مجلسه، فإنه ليس مثلكم إذ يجب تعظيمه وتوقيره من كل وجه. وقيل: معناه لا تقولوا له يا محمد كما يخاطب بعضكم بعضا، بل خاطبوه بالتعظيم والتبجيل، وقولوا: يا رسول الله (أن تحبط أعمالكم) أي كراهة أن تحبط، أو لئلا تحبط أعمالكم. وقيل: إنه في حرف عبد الله " فتحبط أعمالكم ".
(وأنتم لا تشعرون) أي وأنتم لا تعلمون أنكم أحبطتم أعمالكم بجهر صوتكم على صوته، وترك تعظيمه. قال أنس: لما نزلت هذه الآية، قال ثابت بن قيس: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأجهر له بالقول، حبط عملي، وأنا من أهل النار، وكان ثابت رفيع الصوت. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هو من أهل الجنة. وقال أصحابنا: إن المعنى في قوله (أن تحبط أعمالكم)


[1] [معناه].


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست