responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 210
المعنى: ثم قال سبحانه: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية) إذ يتعلق بقوله لعذبنا أي: لعذبنا الذين كفروا، وأذنا لك في قتالهم، حين جعلوا في قلوبهم الأنفة التي تحمي الانسان أي: حميت قلوبهم بالغضب. ثم فسر تلك الحمية فقال:
(حمية الجاهلية) أي عادة آبائهم في الجاهلية، أن لا يذعنوا لأحد، ولا ينقادوا له ، وذلك أن كفار مكة قالوا: قد قتل محمد وأصحابه آباءنا وإخواننا، ويدخلون علينا في منازلنا، فتتحدث العرب أنهم دخلوا علينا على رغم أنفنا. واللات والعزى لا يدخلونها علينا. فهذه الحمية جاهلية التي دخلت قلوبهم. وقيل: هي أنفتهم من الاقرار لمحمد (ص) بالرسالة، والاستفتاح ببسم الله الرحمن الرحيم حيث أراد أن يكتب كتاب العهد بينهم، عن الزهري.
(فأنزل سكينته على رسولة وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى) وهي قول (لا آله الا الله)، عن أبن عباس وقتادة ومجاهد. (وكانوا أحق بها وأهلها) قيل: أن في تقديما وتأخيرا، والتقدير: كانوا أهلها وأحق بها أي: كان المؤمنون أهل تلك الكلمة، وأحق بها من المشركين. وقيل: معناه وكانوا أحق بنزول السكينة عليهم، وأهلها وقيل: وكانوا أحق بمكة أن يدخلوها وأهلها، وقد يكون حق أحق من غيره. ألا ترى أن الحق الذي هو طاعة يستحق بها المدح، أحق من الحق الذي هو مباح، لا يستحق به ذلك. (وكان الله بكل شئ عليما) لما ذم الكفار بالحمية، ومدح المؤمنين بلزوم الكلمة، بين علمه ببواطن سرائرهم، وما ينطوي عليه عقد ضمائرهم.
(لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق) قالوا: أن الله تعالى أرى نبيه (ص) في المنام في المدينة، قبل أن يخرج إلى الحديبية، أن المسلمين دخلوا المسجد الحرام، فأخبر بذلك أصحابه، ففرحوا، وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك. فلما انصرفوا، ولم يدخلوا مكة، قال المنافقون: ما حلقنا، ولا قصرنا، ولا دخلنا المسجد الحرام! فانزل الله هذه الآية. وأخبره أنه أرى رسوله (ص) الصدق في منامه، لا الباطل، وانهم يدخلونه. واقسم على ذلك فقال: (لتدخلن المسجد الحرام) يعني العام المقبل (أن شاء الله آمنين) قال أبو العباس ثعلب: استثنى الله في ما يعلم ليستثني الناس فيما لا يعلمون. وقيل: أن الاستثناء من الدخول، وكان بين نزول الآية والدخول مدة سنة، وقد مات منهم أناس في السنة، فيكون تقديره:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست