responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 207
رسله (تبديلا) أي تغييرا (وهو الذي كف أيديهم عنكم) بالرعب (وأيديكم عنهم) بالنهي (ببطن مكة) يعني الحديبية (من بعد أن أظفركم عليهم) ذكر الله منته على المؤمنين بحجزه بين الفريقين حتى لم يقتتلا، وحتى اتفق بينهم الصلح الذي كان أعظم من الفتح (وكان الله بما تعملون بصيرا) مر تفسيره.
ثم ذكر سبحانه سبب منعه رسول الله (ص) ذلك العام دخول مكة، فقال:
(هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام) أن تطوفوا وتحلوا من عمرتكم يعني قريشا (والهدي معكوفا أن يبلغ محله) أي وصدوا الهدي، وهي البدن التي ساقها رسول الله (ص) معه، وكانت سبعين بدنة، حتى بلغ ذي الحليفة، فقلد البدن التي ساقها، وأشعرها، وأحرم بالعمرة حتى نزل بالحديبية، ومنعه المشركون، وكان الصلح. فلما تم الصلح نحروا البدن، فذلك قوله (معكوفا) أي: محبوسا عن أن يبلغ محله أي منحره، وهو حيث يحل نحره يعني مكة، لأن هدي العمرة لا يذبح إلا بمكة، كما أن هدي الحج لا يذبح إلا بمنى.
(ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) يعني المستضعفين الذين كانوا بمكة بين الكفار من أهل الإيمان (لم تعلموهم) بأعيانهم لاختلاطهم بغيرهم (أن تطؤوهم) بالقتل، وتوقعوا بهم (فتصيبكم منهم معرة) أي إثم وجناية، عن ابن زيد. وقيل:
فيلحقكم بذلك عيب يعيبكم المشركون بأنهم قتلوا أهل دينهم. وقيل: هو غرم الدية والكفارة في قتل الخطأ، عن ابن عباس. وذلك أنهم لو كبسوا مكة وفيها قوم مؤمنون، لم يتميزوا من الكفار، لم يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين، فتلزمهم الكفارة، وتلحقهم السيئة بقتل من على دينهم، فهذه المعرة التي صان الله المؤمنين عنها.
وجواب لولا محذوف وتقديره: لولا المؤمنون الذين لم تعلموهم، لوطأتم رقاب المشركين بنصرنا إياكم. وقوله: (بغير علم) موضعه التقديم لأن التقدير لولا أن تطؤوهم بغير علم.
وقوله: (ليدخل الله في رحمته من يشاء) اللام متعلق بمحذوف دل عليه معنى الكلام، تقديره: فحال بينكم وبينهم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، يعني من أسلم من الكفار بعد الصلح. وقيل: ليدخل الله في رحمته أولئك بسلامتهم من القتل ويدخل هؤلاء في رحمته بسلامتهم من الطعن والعيب. (لو تزيلوا) أي لو تميز المؤمنون من الكافرين (لعذبنا الذين كفروا منهم) أي. من أهل مكة (عذابا أليما)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست