responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 203
حتى انتهوا إلى حصن الوطيح والسلالم، وكان آخر حصون خيبر، افتتح، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضع عشرة ليلة. قال ابن إسحاق: ولما افتتح القموص حصن ابن أبي الحقيق، أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصفية بنت حيي بن أخطب، وبأخرى معها، فمر بهما بلال، وهو الذي جاء بهما على قتلى من قتلى يهود. فلما رأتهم التي معها صفية، صاحت وصكت وجهها، وحثت التراب على رأسها. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اغربوا عني هذه الشيطانة، وأمر بصفية فحيزت [1] خلفه، وألقى عليها رداءه. فعرف المسلمون أنه قد اصطفاها لنفسه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم لبلال لما رأى من تلك اليهودية ما رأى: أنزعت منك الرحمة يا بلال حيث تمر بامرأتين على قتلى رجالهما؟ وكانت صفية قد رأت في المنام، وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، أن قمرا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها، فقال: ما هذا إلا أنك تتمنين ملك الحجاز محمد. ولطم وجهها لطمة اخضرت عينها منها. فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبها أثر منها، فسألها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما هو فأخبرته.
وأرسل ابن أبي الحقيق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. انزل فأكلمك قال: نعم. فنزل وصالح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة، وترك الذرية لهم، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، ويخلون بين رسول الله وبين ما كان لهم من مال وأرض، على الصفراء والبيضاء، والكراع، والحلقة [2]، وعلى البز إلا ثوبا على ظهر انسان. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا. فصالحوه على ذلك. فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله يسألونه أن يسيرهم، ويحقن دماءهم، ويخلون بينه وبين الأموال، ففعل.
وكان ممن مشى بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينهم في ذلك، محيصة بن مسعود، أحد بني حارثة. فلما نزل أهل خيبر على ذلك، سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعاملهم الأموال على النصف وقالوا: نحو أعلم بها منكم، وأعمر لها. فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم. وصالحه أهل فدك على مثل ذلك، فكانت أموال خيبر فيئا بين المسلمين. وكانت فدك خالصة لرسول الله، لأنهم لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب.


[1] في المخطوطة: فجرت.
[2] وفي بعض النسخ: الخلفة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست