responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 20
باللغو والباطل، ولا يتمكن أصحابه من الاستماع. وقيل: ألغوا فيه بالتخليط في القول والمكاء والصفير، عن مجاهد. وقيل: معناه ارفعوا أصواتكم في وجهه بالشعر والرجز، عن ابن عباس والسدي. لما عجزوا عن معارضة القرآن احتالوا في اللبس على غيرهم، وتواصوا بترك استماعه، والإلغاء فيه عند قراءته.
ثم أوعدهم الله سبحانه فقال: (فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا) في الدنيا بالأسر والقتل يوم بدر وقيل: في الآخرة (ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون) أي:
نجازيهم بأقبح الجزاء على أقبح معاصيهم، وهو الكفر والشرك. وخص الأسوأ بالذكر للمبالغة في الزجر. وقيل: معناه لنجزينهم بأسوأ أعمالهم، وهي المعاصي دون غيرها، مما لا يستحق به العذاب (ذلك) يعني ما تقدم الوعيد به (جزاء أعداء الله) الذين عادوه بالعصيان والكفر، وعادوا أولياءه من الأنبياء والمؤمنين (النار) وهي النار، والكون فيها (لهم فيها دار الخلد) أي: منزل الدوام والتأبيد (جزاء) لهم وعقوبة (بما كانوا بآياتنا يجحدون) يعني القرآن يجحدون بأنه من عند الله، عن مقاتل.
(وقال الذين كفروا) أي: وسيقول الكفار في النار. (ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس) يعنون إبليس الأبالسة، وقابيل بن آدم، أول من أبدع المعصية، روي ذلك عن علي عليه السلام وقيل: المراد بذلك كل من أبدع الكفر والضلالة من الجن والإنس. والمراد باللذين. جنس الجن والإنس، كما في قوله (واللذان يأتيانها منكم) (نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) تمنوا لشدة عداوتهم لهم، وبغضهم إياهم، بما أضلوهم وأغووهم، أن يجعلوهم تحت أقدامهم في الدرك الأسفل من النار، وقيل: إن المراد به، ندوسهما ونطؤهما بأقدامنا إذلالا لهما، ليكونا من الأسفلين الأذلين. قال ابن عباس. ليكونا أشد عذابا منا.
ولما ذكر سبحانه وعيد الكفار، عقبه بذكر الوعد للمؤمنين الأبرار، فقال: (إن الذين قالوا ربنا الله) أي: وحدوا الله تعالى بلسانهم، واعترفوا به، وصدقوا أنبياءه (ثم استقاموا) أي: استمروا على أن الله ربهم وحده، لم يشركوا به شيئا، عن مجاهد. وقيل: معناه ثم استقاموا على طاعته، وأداء فرائضه، عن ابن عباس والحسن وقتادة وابن زيد. وقيل: ثم استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم.
وقيل: ثم استقاموا على ما توجبه الربوبية من عبادته، عن ابن مسلم. وروي عن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست