responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 185
له ذنب، ولكن (لله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر. وروى عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال: ما كان له ذنب، ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته، ثم غفرها له.
والثاني: ما ذكره المرتضى، قدس الله روحه، أن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا، فيكون هنا مضافا إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك عن مكة، وصدهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا التأويل الإزالة، والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه أي: يزيل الله تعالى ذلك عنك، ويستر عليك تلك الوصمة، بما فتح لك من مكة، فستدخلها فيما بعد. ولذلك جعله جزاء على جهاده، وغرضا في الفتح، ووجها له قال: ولو أنه أراد مغفرة ذنوبه، لم يكن لقوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك) معنى معقول، لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح، فلا يكون غرضا فيه. وأما قوله. ما تقدم وما تأخر، فلا يمتنع أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك.
وقيل أيضا في ذلك وجوه أخر منها: إن معناه: لو كان لك ذنب قديم أو حديث، لغفرناه لك ومنها: إن المراد بالذنب هناك ترك المندوب، وحسن ذلك، لأن من المعلوم أنه ممن لا يخالف الأوامر الواجبة. فجاز أن يسمى ذنبا منه، ما لو وقع من غيره، لم يسم ذنبا، لعلو قدره ورفعة شانه ومنها: إن القول خرج مخرج التعظيم، وحسن الخطاب كما قيل في قوله: (عفا الله عنك). وهذا ضعيف لأن العادة جرت في مثل هذا أن يكون على لفظ الدعاء.
وقوله: (ويتم نعمته عليك) معناه. ويتم نعمته عليك في الدنيا بإظهارك على عدوك، وإعلاء أمرك، ونصرة دينك، وبقاء شرعك. وفي الآخرة برفع محلك. فإن معنى إتمام النعمة: فعل ما يقتضيها وتبقيتها على صاحبها، والزيادة فيها. وقيل:
يتم نعمته عليك بفتح خيبر ومكة والطائف. (ويهديك صراطا مستقيما) أي ويثبتك على صراط يؤدي بسالكه إلى الجنة (وينصرك الله نصرا عزيزا) النصر العزيز هو ما يمتنع به من كل جبار عنيد وعات مريد. وقد فعل ذلك بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إذ صير دينه أعز الأديان، وسلطانه أعظم السلطان.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست