responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 174
أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) معناه: إن توليتم الأحكام ووليتم أي:
جعلتم ولاة أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشاء، وسفك الدم الحرام، فيقتل بعضكم بعضا، ويقطع بعضكم رحم بعض، كما قتلت قريش بني هاشم، وقتل بعضهم بعضا. وقيل: (إن توليتم) معناه. إن أعرضتم عن كتاب الله، والعمل بما فيه، أن تعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية، فتفسدوا بقتل بعضكم بعضا. قال قتادة:
كيف رأيتم القوم حين تولوا عن القرآن؟ ألم يسفكوا الدم الحرام، وقطعوا الأرحام، وعصوا الرحمن؟
ثم ذم الله سبحانه من يريد ذلك فقال: (أولئك الذين لعنهم الله) أي أبعدهم من رحمته (فأصمهم وأعمى أبصارهم) ومعناه: إنهم لا يعون الخبر، ولا يبصرون ما به يعتبرون، فكأنهم صم عمي، عن أبي مسلم. وقيل: إنهم في الآخرة لا يهتدون إلى الجنة بمنزلة الأصم الأعمى في الدنيا، عن أبي علي الجبائي. ولا يجوز حمله على الصمم والعمى في الجارحة، بلا خلاف، لأنهم لو كانوا كذلك، لما ذموا على أنهم لا يسمعون ولا يبصرون، وإنما أطلق الصمم، لأنه لا يكون إلا في الأذن، وقرن العمى بالأبصار، لأنه قد يكون بالبصر وبالقلب.
(أفلا يتدبرون القرآن) بأن يتفكروا فيه، ويعتبروا به. وقيل: أفلا يتدبرون القرآن، فيقضوا ما عليهم من الحق، عن أبي عبد الله (ع) وأبي الحسن موسى (ع). (أم على قلوب أقفالها) معنى تنكير القلوب إرادة قلوب هؤلاء، ومن كان مثلهم من غيرهم. وفي هذا دلالة على بطلان قول من قال: لا يجوز تفسير شئ من ظاهر القرآن إلا بخبر وسمع. وفيه تنبيه أيضا على فساد قول من يقول: إن الحديث ينبغي أن يروى على ما جاء، وإن كان مخالفا لأصول الديانات في المعنى، لأنه سبحانه دعا إلى التدبر والتفكر، وذلك مناف للتعامي والتجاهل.
ثم قال سبحانه: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم) أي رجعوا عن الحق والإيمان (من بعد ما تبين لهم الهدى) أي من بعد ما بان لهم طريق الحق، وهم المنافقون، عن ابن عباس والضحاك والسدي، كانوا يؤمنون عند النبي (ص)، ثم يظهرون الكفر فيما بينهم، فتلك ردة منهم. وقيل: هم كفار أهل الكتاب، كفروا بمحمد (ص) وقد عرفوه، ووجدوا نعته مكتوبا عندهم، عن قتادة. وليس في هذا دلالة على أن المؤمن قد يكفر، لأنه لا يمتنع أن يكون المراد من رجع في باطنه عن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست