responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 130
(ساء ما يحكمون) أي ساء ما حكموا على الله تعالى، فإنه لا يسوي بينهم، ولا يستقيم ذلك في العقول، بل ينصر المؤمنين في الدنيا، ويمكنهم من المشركين، وينصر الكافرين، ولا يمكنهم من المسلمين. وينزل الملائكة عند الموت على المؤمنين بالبشرى، وعلى الكافرين يضربون وجوههم وأدبارهم. وقيل: أراد محياهم بعد البعث، ومماتهم عند حضور الملائكة لقبض أرواحهم. وقيل: أراد إن المؤمنين محياهم على الإيمان والطاعة، ومماتهم على الإيمان والطاعة، ومحيا المشركين على الشرك والمعصية، ومماتهم كذلك، فلا يستويان، عن مجاهد. وقيل. إن الضمير في (مماتهم ومحياهم) للكفار، والمعنى: إنهم يتساوون في حال كونهم أحياء، وفي حال كونهم أمواتا، لأن الحي متى لم يفعل الطاعة فهو بمنزلة الميت.
ثم قال سبحانه: (وخلق الله السماوات والأرض بالحق) أي لم يخلقهما عبثا، وإنما خلقهما لنفع خلقه بأن يكلفهم، ويعرضهم للثواب الجزيل. (ولتجزى كل نفس بما كسبت) من ثواب على طاعة، أو عقاب على معصية. (وهم لا يظلمون) أي لا يبخسون حقوقهم. ثم قال: (أفرأيت) يا محمد (من اتخذ إلهه هواه) أي اتخذ دينه ما يهواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله، ولا يخافه، فاتبع هواه في أموره، ولا يحجزه تقوى، عن ابن عباس والحسن وقتادة. وقيل: معناه من اتخذ معبوده ما يهواه دون ما دلت الدلالة على أن العبادة تحق له، فإذا استحسن شيئا وهواه اتخذه إلها. وكان أحدهم يعبد الحجر، فإذا رأى ما هو أحسن منه، رمى به، وعبد الآخر، عن عكرمة، وسعيد بن جبير وقيل: معناه أفرأيت من انقاد لهواه انقياده لإلهه ومعبوده، ويرتكب ما يدعوه إليه، ولم يرد أنه يعبد هواه، ويعتقد أنه تحق له العبادة، لأن ذلك لا يعتقده أحد، عن علي بن عيسى. قد أيس الله رسوله من إيمان هؤلاء بهذا.
(وأضله الله على علم) أي خذله الله وخلاه وما اختاره جزاء له على كفره وعناده، وترك تدبره على علم منه باستحقاقه لذلك. وقيل: أضله الله أي وجده ضالا على حسب ما علمه، فخرج معلومه على وفق ما علمه، كما يقال: أحمدت فلانا أي وجدته حميدا وكقول عمرو بن معديكرب: قاتلناهم فما أجبناهم، وسألناهم فما أبخلناهم، وقاولناهم فما أفحمناهم أي ما وجدناهم كذلك. وقيل: معناه إنه ضل عن الله كما قال:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست