responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 107
وقيل: الرهو الدمث [1] ليس برمل ولا حزن، عن الأزهري. يقال: جاءت الخيل رهوا أي مسابقة. قال ابن الأعرابي: الرهو من الطير والخيل السراع. قال الشاعر:
طيرا رأت بازيا نضخ [2] الدماء به، * وأمه خرجت رهوا إلى عيد الاعراب: (رهوا) نصب على الحال من (البحر). ويكون حالا بعد الفراغ من الفعل كقولهم: قطعت الثوب قباء. وهذا يدل على أن البحر كان قبل تركه وبعد تركه رهوا. و (كم) في قوله (كم تركوا) في موضع نصب بأنه صفة موصوف محذوف، وهو مفعول (تركوا) وتقديره: شيئا كثيرا تركوا (كذلك) خبر مبتدأ محذوف أي. الأمر كذلك.
المعنى: ثم ذكر سبحانه تمام قصة موسى بأن قال: (فدعا ربه) أي فدعا موسى ربه حين يئس من قومه أن يؤمنوا به فقال: (إن هؤلاء قوم مجرمون) أي مشركون لا يؤمنون، عن الكلبي ومقاتل. فكأنه قال: اللهم عجل لهم مما يستحقونه بكفرهم ما يكونون به نكالا لمن بعدهم. وما دعا عليهم إلا بعد أن أذن له في ذلك.
وقوله: (فأسر بعبادي ليلا) الفاء وقعت موقع الجواب. والتقدير فأجيب بأن قيل له:
فأسر بعبادي. أمره سبحانه أن يسير بأهله وبالمؤمنين به ليلا، حتى لا يردهم فرعون إذا خرجوا نهارا، وأعلمه بأنه سيتبعهم فرعون بجنوده، بقوله: (إنكم متبعون واترك البحر رهوا) أي ساكنا على ما هو به إذا قطعته وعبرته. وكان قد ضربه بالعصا فانفلق لبني إسرائيل، فأمره الله سبحانه أن يتركه كما هو، ليغرق فرعون وقومه، عن ابن عباس ومجاهد. وقيل: رهوا أي منفتحا منكشفا حتى يطمع فرعون في دخوله، عن أبي مسلم قال قتادة: لما قطع موسى البحر، عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم، وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده فقيل له: (واترك البحر رهوا) أي كما هو طريقا يابسا. (إنهم جند مغرقون) سيغرقهم الله تعالى.
ثم أخبر سبحانه عن حالهم بعد إهلاكهم فقال: (كم تركوا من جنات) رائعة


[1] الدمث والدمث والدميث: المكان اللين ذو الرمل. وأرض دمثاء: لينة سهلة.
[2] وفي بعض النسخ بالحاء المهملة، والنضخ: الأثر من الطيب وغيره، يبقى في الثوب.
وبالحاء: رشاش الماء، ونحوه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست