responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 83
الصمت حكم وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما.
وفي كتاب من لا يحضره الفقيه قال لقمان لابنه: يا بني! إن الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله، واجعل شراعها التوكل على الله. واجعل زادك فيها تقوى الله. فإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك. وروى سليمان بن داود المنقري: عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، في وصية لقمان لابنه:
يا بني! سافر بسيفك، وخفك، وعمامتك، وخبائك، وسقائك، وخيوطك، ومخرزك، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله، عز وجل. يا بني! إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريما على زادك بينهم، فإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوا بك فأعنهم. واستعمل طول الصمت، وكثرة الصلاة، وسخاء النفس بما معك من دابة، أو ماء، أو زاد.
وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك. ثم لا تعزم حتى تتثبت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد، وتنام وتأكل، وتصلي، وأنت مستعمل فكرتك، وحكمتك في مشورته، فإن من لم يمحض النصيحة من استشاره، سلبه الله رأيه. وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، واسمع لمن هو أكبر منك سنا.
وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا فقل نعم، ولا تقل لا، فإن لا عي ولؤم، وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا. وإذا شككتم في القصد فقفوا، وتؤامروا. وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم، ولا تسترشدوه، فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب، لعله يكون عين اللصوص، أو يكون هو الشيطان الذي حيركم.
واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لا أرى، لأن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
يا بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ، صلها واسترح منها، فإنها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج [1] ولا تنامن على دابتك، فإن ذلك


[1] الزج: الحديد التي في أسفل الرمح


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست