responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 8
هذه الفتنة، ليكون الأمر أيسر عليه إذا نزل به.
ثم أقسم سبحانه فقال: (ولقد فتنا الذين من قبلهم) أي: ولقد ابتلينا الذين من قبل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من سالف الأمم بالفرائض التي افترضناها عليهم، أو بالشدائد والمصائب على حسب اختلافهم، وذكر ذلك تسلية للمؤمنين. قال ابن عباس: منهم إبراهيم خليل الرحمن، وقوم كانوا معه ومن بعده نشروا بالمناشير على دين الله، فلم يرجعوا عنه. وقال غيره: يعني بني إسرائيل، ابتلوا بفرعون يسومونهم سوء العذاب. (فليعلمن الله الذين صدقوا) في إيمانهم (وليعلمن الكاذبين) فيه وإنما (قال فليعلمن) مع أن الله سبحانه كان عالما فيما لم يزل بأن المعلوم سيحدث، لأنه لا يصح وصفه سبحانه فيما لم يزل بأنه عالم بأنه حادث، وإنما يعلمه حادثا إذا حدث. وقيل: معناه فليميزن الله الذين صدقوا من الذين كذبوا بالجزاء والمكافأة. وعبر عن الجزاء والتمييز بالعلم، لأن كل ذلك إنما يحصل بالعلم، فأقام السبب مقام المسبب، ومثله في إقامة السبب مقام المسبب قوله تعالى: (كانا يأكلان الطعام) فهذا سبب قضاء الحاجة، فكنى بذكره عنها. ومعنى صدقوا أي: ثبتوا على الشدائد، وكذبوا أي: لم يثبتوا، ومنه قول زهير: (إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا) [1] (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا) أم هذه استفهام منقطع عما قبله، وليست التي هي معادلة الهمزة، والمعنى بل أحسب الذين يفعلون الكفر والقبائح أن يفوتونا فوت السابق لغيره، ويعجزونا فلا نقدر على أخذهم، والانتقام منهم. (ساء ما يحكمون) أي: بئس الشئ الذي يحكمون ظنهم أنهم يفوتوننا.
وروى العياشي بالإسناد عن أبي الحسن عليه السلام قال: جاء العباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: امش حتى نبايع لك الناس. فقال: أتراهم فاعلين؟ قال:
نعم فأين قول الله (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا) الآيات. (من كان يرجو لقاء الله) أي: من كان يأمل لقاء ثواب الله. وقيل: معناه من كان يخاف عقاب الله، عن سعيد بن جبير، والسدي. والرجاء قد يكون بمعنى الخوف، كما في قول الشاعر:


[1] تمام البيت: (ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا) وعثر بتشديد الثاء -
موضوع كثير الأسد


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست