responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 71
بالأموات، وتارة بالصم، لأنهم لا ينتفعون بدعاء الداعي، فكأنهم لا يسمعونه.
(إذا ولوا مدبرين) أي: إذا أعرضوا عن أدلتنا، ذاهبين إلى الضلال والفساد، غير سالكين سبيل الرشاد. (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) يعني: إنهم كالعمي لا يهتدون بالأدلة، ولا تقدر على ردهم عن العمى، إذ لم يطلبوا الإستبصار. (إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا) ليس تسمع إلا من يصدق بآياتنا وأدلتنا، فإنهم المنتفعون بدعائك وإسماعك. (فهم مسلمون) منقادون لأمر الله.
ثم عاد سبحانه إلى ذكر الأدلة فقال: (الله الذي خلقكم من ضعف) أي: من نطف. وقيل: معناه خلقكم أطفالا لا تقدرون على البطش، والمشي، والتصرفات. (ثم جعل من بعد ضعف قوة) أي: شبابا. (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) يعني: حال الشيخوخة، والكبر (يخلق ما يشاء) من ضعف وقوة (وهو العليم) بما فيه مصالح خلقه (القدير) على فعله بحسب ما يعلمه من المصلحة.
ثم بين سبحانه حال البعث فقال: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون) أي:
يحلف المشركون (ما لبثوا) في القبور (غير ساعة) واحدة، عن الكلبي، ومقاتل.
وقيل: يحلفون ما مكثوا في الدنيا غير ساعة لاستقلالهم مدة الدنيا. وقيل:
يحلفون ما لبثوا بعد انقطاع عذاب القبر غير ساعة، عن الجبائي. ومتى قيل: كيف يحلفون كاذبين مع أن معارفهم في الآخرة ضرورية؟ قيل فيه أقوال أحدها: إنهم حلفوا على الظن، ولم يعلموا لبثهم في القبور، فكأنهم قالوا: ما لبثنا غير ساعة في ظنوننا، عن أبي علي، وأبي هاشم. وثانيها: إنهم استقلوا الدنيا لما عاينوا من أمر الآخرة، فكأنهم قالوا: ما الدنيا في الآخرة إلا ساعة، فاستقلوا حيث اشتغلوا في المدة اليسيرة بما أوردهم تلك الأهوال الكثيرة وثالثها: إن ذلك يجوز أن يقع منهم قبل إكمال عقولهم، عن أبي بكر بن الإخشيد. (كذلك كانوا يؤفكون) في دار الدنيا أي: يكذبون. وقيل: يصرفون. صرفهم جهلهم عن الحق في الدارين. ومن استدل في هذه الآية على نفي عذاب القبر، فقد أبعد لما بينا أنه يجوز أن يريدوا أنهم . لم يلبثوا بعد عذاب الله إلا ساعة.
(وقال الذين أوتوا العلم والأيمن لقد لبثتم في كتب الله إلى يوم البعث

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست