responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 68
موضع نصب على الحال من (يحيي)، وذو الحال الضمير المستكن في يحيي أو الأرض، والتقدير: أمبدعا يحيي الأرض أم لا، أو مبدعة يحيي الأرض أم لا.
ويجوز أن يكون على تقدير المصدر أي: أي إحياء يحيي الأرض. قال ابن جني:
والجملة منصوبة الموضع على الحال، حملا على المعنى، لا على اللفظ، وذلك أن اللفظ استفهام، والحال ضرب من الخبر. والاستفهام والخبر معنيان متدافعان، وتلخيص كونها حالا أنه كأنه قال: فانظر إلى آثار رحمة الله محيية للأرض، كما أن قوله:
ما زلت أسعى بينهم، وأختبط، * حتى إذا جاء الظلام المختلط جاؤوا بضيح هل رأيت الذئب قط [1] فقوله: (هل رأيت الذئب قط) جملة استفهامية في موضع وصف لضيح، حملا على المعنى دون اللفظ، فكأنه قال: جاؤوا بضيح يشبه لونه لون الذئب. والضيح:
اللبن المخلوط بالماء، وهو يضرب إلى الخضرة والطلسة.
المعنى: ولما وعد الله سبحانه وأوعد، فكأن قائلا قال: ما أصل ما يجزي الله عليه بالخير، فقيل: العبادة. وأصل عبادة الله معرفته، ومعرفته إنما تكون بأفعاله، فقال: (ومن آياته) أي: ومن أفعاله الدالة علن معرفته (أن يرسل الرياح مبشرات) بالمطر، فكأنها ناطقات بالبشارة لما فيها من الدلالة عليه، وإرسال الرياح تحريكها وإجراؤها في الجهات المختلفة، تارة شمالا، وتارة جنوبا، صبا وأخرى دبورا، على حسب ما يعلم الله في ذلك من المصلحة. (وليذيقكم من رحمته) أي: وليصيبكم من نعمته، وهي الغيث، وتقديره إنه يرسل الرياح للبشارة والإذاقة من الرحمة.
(ولتجري الفلك) بها (بأمره ولتبتغوا من فضله) أي: ولتطلبوا بركوب السفن الأرياح. وقيل: لتطلبوا بالأمطار فيما تزرعونه من فضل الله (ولعلكم تشكرون) نعمة الله. تلطف سبحانه بلفظ (لعلكم) في الدعاء إلى الشكر، كما تلطف في الدعاء إلى البر بقوله (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا).


[1] نسبه في (جامع الشواهد) إلى أحمد الرجاز، ونسبه بعض إلى رؤبة بن العجاج، وقال في (شرح
الأشموني): (ومن الناس من ينسب الرجز للعجاج بن رؤبه الراجز المشهور. ومنهم من يقول
لرجل، ولم يعينوه) (انتهى). يصف الراجز قوما نزل بهم فأطالوا انتظاره في إطعامه. ثم جاؤوه
بضيح. وفي (جامع الشواهد)، وغيره: (جاؤوا بمذق)، ومعناهما واحد.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست