responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 63
وعقوبة بذنوبهم التي قدموها. وسمي ذلك سيئة توسعا لكونه جزاء على السيئة، عن الجبائي. وقيل: وإن يصبهم قحط، وانقطاع مطر، وشدة، وسميت سيئة لأنها تسوء صاحبها (إذا هم يقنطون) أي: ييأسون من رحمة الله. وإنما قال (بما قدمت أيديهم) ولم يقل بما قدموا على التغليب للأظهر الأكثر، فإن أكثر العمل لليدين، والعمل للقلب وإن كان كثيرا، فإنه أخفى.
ثم نبههم سبحانه على توحيده فقال: (أو لم يروا أن الله يبسط الرزق) أي:
يوسعه (لمن يشاء ويقدر) أي: ويضيق لمن يشاء على حسب ما تقتضيه مصالح العباد (إن في ذلك) أي: في بسط الرزق لقوم، وتضييقه لقوم آخرين (لآيات) أي دلالات (لقوم يؤمنون) بالله. ثم خاطب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (فلت ذا القربى حقه) أي:. وأعط ذوي قرباك يا محمد حقوقهم التي جعلها الله لهم من الأخماس، عن مجاهد، والسدي. وروى أبو سعيد الخدري وغيره. أنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة عليها السلام فدكا، وسلمه إليها، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام، وأبي عبد الله عليه السلام. وقيل: إنه خطاب له صلى الله عليه وآله وسلم ولغيره، والمراد بالقربى: قرابة الرجل، وهو أمر بصلة الرحم بالمال والنفس، عن الحسن.
(والمسكين وابن السبيل) معناه: وآت المسكين، والمسافر المحتاج، ما فرض الله لهم في مالك. (ذلك خير) أي. إعطاء الحقوق مستحقيها خير (للذين يريدون وجه الله) بالإعطاء دون الرياء والسمعة (وأولئك هم المفلحون) أي:
الفائزون بثواب الله (وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله) قيل في الربا المذكور في الآية قولان أحدهما: إنه ربا حلال، وهو أن يعطي الرجل العطية، أو يهدي الهدية، ليثاب أكثر منها. فليس فيه أجر، ولا وزر، عن ابن عباس، وطاوس، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام. والقول الآخر: إنه الربا المحرم، عن الحسن، والجبائي. فعلى هذا يكون كقوله: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
(وما آتيتم من زكاة) أي: وما أعطيتموه أهله على وجه الزكاة (تريدون) بذلك (وجه الله) أي: ثواب الله ورضاه، ولا تطلبون بها المكافأة (فأولئك هم المضعفون) أي: فأهلها هم المضعفون يضاعف لهم الثواب. وقيل: المضعفون ذوو الإضعاف في الحسنات، كما يقال: رجل مقو أي: ذو قوة، وموسر أي: ذو

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست