responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 57
على الغائب. ثم أكد ذلك بقوله: (وهو أهون عليه) هو يعود إلى مصدر يعيده فالمعنى: والإعادة أهون. وقيل فيه أقوال أحدها: إن معناه وهو هين عليه كقوله:
(الله أكبر) أي: كبير لا يدانيه أحد في كبريائه، وكقول الشاعر:
لعمرك ما أدري، وإني لأوجل على أينا تغدو المنية أول فمعنى لأوجل أي: وجل. وقال الفرزدق.
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز، وأطول أي: عزيزة طويلة، وقد قيل فيه: إنه أراد أعز وأطول من دعائم بيوت العرب. وقال آخر:
تمنى رجال أن أموت، وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي: بواحد هذا قول أهل اللغة والثاني: إنه إنما قال (أهون) لما تقرر في العقول أن إعادة الشئ أهون من ابتدائه. ومعنى (أهون) أيسر وأسهل، وهم كانوا مقرين بالابتداء. فكأنه قال لهم: كيف تقرون بما هو أصعب عندكم، وتنكرون ما هو أهون عندكم؟ الثالث: إن الهاء في (عليه) يعود إلى الخلق، وهو المخلوق أي:
والإعادة على المخلوق أهون من النشأة الأولى، لأنه إنما يقال له في الإعادة كن فيكون، وفي النشأة الأولى كان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم كسيت العظام لحما، ثم نفخ فيه الروح. فهذا على المخلوق أصعب، والإنشاء يكون أهون عليه، وهذا قول النحويين، ومثله يروى عن ابن عباس قال: وهو أهون على المخلوق، لأنه يقول له يوم القيامة: كن فيكون. وأما ما يروى عن مجاهد أنه قال:
الانشاء أهون عليه من الابتداء، فقوله مرغوب عنه، لأنه تعالى لا يكون عليه شئ أهون من شئ.
(وله المثل الأعلى) أي: وله الصفات العليا (في السماوات والأرض) وهي أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، لأنها دائمة يصفه بها الثاني كما يصفه بها الأول، عن قتادة. وقيل: هي أنه ليس كمثله شئ، عن ابن عباس. وقيل: هي جميع ما يختص به، عز اسمه، من الصفات العلى التي لا يشاركه فيها سواه، والأسماء الحسنى التي تفيد التعظيم كالقاهر، والإله. (وهو العزيز) في ملكه (الحكيم) في خلقه. ثم احتج سبحانه على عبدة الأوثان فقال: (ضرب لكم) أيها

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست