responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 55
المعيشة. والمنام، والنوم بمعنى واحد. وقيل: إن الليل والنهار معا وقت للنوم، ووقت لابتغاء الفضل، لأن من الناس من يتصرف في كسبه ليلا، وينام نهارا، فيكون معناه: ومن دلائله النوم الذي جعله الله راحة لأبدانكم بالليل، وقد تنامون بالنهار، فإذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل الله.
(إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) ذلك، فيقبلونه ويتفكرون فيه، لأن من لا يتفكر فيه، لا ينتفع به، فكأنه لم يسمعه (ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا) معناه: ومن دلالاته أن يريكم النار تنقدح من السحاب، يخافه المسافر، ويطمع فيه المقيم، عن قتادة. وقيل: خوفا من الصواعق، وطمعا في الغيث، عن الضحاك.
وقيل: خوفا من أن يخلف ولا يمطر، وطمعا في المطر، عن أبي مسلم. (وينزل من السماء ماء) أي: غيثا ومطرا (فيحيي به) أي: بذلك الماء (الأرض بعد موتها) أي: بعد انقطاع الماء عنها وجدوبها.
(إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) أي: للعقلاء المكلفين. (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) بلا دعامة تدعمها، ولا علاقة تتعلق بها، بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى (إنما أمرنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون). وقيل: بأمره أي: بفعله وإمساكه، إلا أن أفعال الله، عز اسمه، تضاف إليه بلفظ الأمر، لأنه أبلغ في الاقتدار. فإن قول القائل أراد فكان، أو أمر فكان، أبلغ في الدلالة على الاقتدار من أن يقول فعل فكان. ومعنى القيام الثبات والدوام. ويقال: السوق قائمة. (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض) أي: من القبر، عن ابن عباس، يأمر الله عز اسمه إسرافيل عليه السلام فينفخ في الصور بعد ما يصور الصور في القبور، فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم.
(إذا أنتم تخرجون) من الأرض أحياء. وقيل: إنه سبحانه جعل النفخة دعاء، لأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي الله، فيدعو بأمر الله سبحانه. وقيل: إن معناه أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها. فعبر عن ذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة الدعاء، وبمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك، وامتناع التعذر. وإنما ذكر سبحانه هذه المقدورات على اختلافها، ليدل عباده على أنه القادر الذي لا يعجزه شئ، العالم الذي لا يعزب عنه شئ. وتدل هذه الآيات على فساد قول من قال: إن المعارف ضرورية، لأن ما يعرف ضرورة، لا يمكن الاستدلال عليه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست