responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 51
سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا (هذا الحديث ليس في بعض النسخ وفي أكثرها موجود) وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها سموا، وأوسطها محلة، ومنها تنفجر أنهار الجنة). فقام إليه رجل، وقال: يا رسول الله! إني رجل حبب إلي الصوت، فهل لي في الجنة صوت حسن؟ فقال: (أي والذي نفسي بيده، إن الله تعالى يوحي إلى شجرة في الجنة: أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزف البرابط والمزامير. فترفع صوتا لم يسمع الخلائق بمثله قط من تسبيح الرب).
ثم أخبر عن حال الكافرين فقال: (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) أي: بدلائلنا، وبالبعث يوم القيامة (فأولئك في العذاب محضرون) أي:
فيه محصلون. ولفظة الإحضار لا تستعمل إلا فيما يكرهه الانسان، يقال: أحضر فلان مجلس القضاء: إذا جئ به لما لا يؤثره، ومنه حضور الوفاة. ثم ذكر سبحانه ما تدرك به الجنة فقال: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) وهذا خبر، والمراد به الأمر أي: فسبحوه ونزهوه عما لا يليق به، أو ينافي تعظيمه من صفات النقص، بأن تصفوه بما يليق به من الصفات والأسماء. والإمساء: الدخول في المساء، وهو مجئ الليل.
والإصباح نقيضه، وهو الدخول في الصباح، وهو مجئ ضياء النهار، وله الثناء والمدح في السماوات والأرض أي: هو المستحق لمدح أهلها لإنعامه عليهم، وعشيا أي: وفي العشي. وحين تدخلون في الظهيرة وهي نصف النهار. وإنما خص تعالى هذه الأوقات بالذكر بالحمد، وإن كان حمده واجبا في جميع الأوقات، لأنها أوقات تذكر بإحسان الله، وذلك أن انقضاء إحسان أول إلى إحسان ثان يقتضي الحمد عند تمام الإحسان الأول، والأخذ في الآخر، كما أخبر سبحانه عن حمد أهل الجنة بقوله: (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) لأن ذلك حال الانتقال من نعيم الدنيا إلى الجنة.


[1] ما بين المعقفتين إنما هو في نسخة (صيدا) دون سائر النسخ.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست