responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 451
ووقوفهما بغير عمد، وجريان الفلك والكواكب، من غير سبب (أكبر) أي: أعظم وأهول في النفس (من خلق الناس) وإن كان خلق الناس عظيما بما فيه من الحياة والحواس المهيأة لأنواع مختلفة من الإدراكات (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) لعدولهم عن الفكر فيه، والاستدلال على صحته. والمعنى: إنهم إذا أقروا بان الله تعالى خلق السماء والأرض، فكيف أنكروا قدرته على إحياء الموتى، ولكنهم أعرضوا عن التدبر، فحلوا محل الجاهل الذي لا يعلم شيئا.
(وما يستوي الأعمى والبصير) أي: لا يستوي من أهمل نفسه، ومن تفكر فعرف الحق. شبه الذي لا يتفكر في الدلائل بالأعمى، والذي يستدل بها بالبصير.
(والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ) أي: وما يستوي المؤمنون الصالحون، ولا الكافر الفاسق في الكرامة والإهانة، والهدى والضلال (قليلا ما تتذكرون) يجوز أن تكون (ما) مزيدة. ويجوز أن تكون مصدرية. فيكون تقديره:
قليلا تذكرهم أي: قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه.
(إن الساعة) يعني القيامة (لآتية) أي: جائية واقعة (لا ريب فيها) أي: لا شك في مجيئها. (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) أي: لا يصدقون بذلك لجهلهم بالله تعالى، وشكهم في اخباره. (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) يعني إذا اقتضت المصلحة إجابتكم وكل من يسأل الله شيئا ويدعوه، فلا بد أن يشترط المصلحة في ذلك: إما لفظا، أو إضمارا، وإلا كان قبيحا. لأنه ربما كان داعيا بما يكون فيه مفسدة، ولا يشترط انتفاؤها، فيكون قبيحا. وقيل: معناه وحدوني واعبدوني أثبكم، عن ابن عباس. ويدل عليه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الدعاء هو العبادة) ولما عبر عن العبادة بالدعاء، جعل الإثابة استجابة ليتجانس اللفظ.
(إن الذين يستكبرون عن عبادتي) ودعائي (سيدخلون جهنم داخرين) أي:
صاغرين ذليلين. وفي الآية دلالة على عظم قدر الدعاء عند الله تعالى، وعلى فضل الانقطاع إليه. وقد روى معاوية بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك! ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا، كان أحدهما أكثر صلاة، والاخر دعاء، فأيهما أفضل؟ قال: كل حسن. قلت: قد علمت، ولكن أيهما أفضل؟ قال: أكثرهما دعاء. أما تسمع قول الله تعالى (ادعوني أستجب لكم) إلى آخر الآية. وقال: هي العبادة الكبرى. وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في هذه

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست