responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 445
الأصنام، أو عبادة فرعون، ليس له دعوة نافعة. (في الدنيا ولا في الآخرة) فأطلق أنه (ليس له دعوة) ليكون أبلغ، وإن توهم جاهل أن له دعوة ينتفع بها، فإنه لا يعتد بذلك لفساده وتناقضه. وقيل: معناه ليست لهذه الأصنام استجابة دعوة أحد في الدنيا، ولا في الآخرة، فحذف المضاف، عن السدي وقتادة والزجاج. وقيل:
معناه ليست له دعوة في الدنيا، لأن الأصنام لا تدعو إلى عبادتها فيها، ولا في الآخرة، لأنها تبرأ من عبادها فيها.
(وأن مردنا إلى الله) أي: ووجب أن مرجعنا ومصيرنا إلى الله، فيجازي كلا بما يستحقه (وأن المسرفين) أي: ووجب أن المسرفين الذين أسرفوا على أنفسهم بالشرك، وسفك الدماء بغير حقها (هم أصحاب النار) الملازمون لها. ثم قال لهم على وجه التخويف والوعظ: (فستذكرون) صحة (ما أقول لكم) إذا حصلتم في العذاب يوم القيامة. وقيل: معناه فستذكرون عند نزول العذاب بكم، ما أقول لكم من النصيحة. (وأفوض أمري إلى الله) أي: أسلم أمري إلى الله، وأتوكل عليه، وأعتمد على لطفه. والأمر اسم جنس (إن الله بصير بالعباد) أي: عالم بأحوالهم، وبما يفعلونه من طاعة ومعصية، وأظهر إيمانه بهذا القول.
(فوقاه الله سيئات ما مكروا) أي: صرف الله عنه سوء مكرهم، فنجا مع موسى، حتى عبر البحر معه، عن قتادة. وقيل: إنهم هموا بقتله، فهرب إلى جبل، فبعث فرعون رجلين في طلبه، فوجداه قائما يصلي، وحوله الوحوش صفوفا، فخافا ورجعا هاربين (وحاق بآل فرعون) أي: أحاط ونزل بهم (سوء العذاب) أي: مكروهه، وما يسوء منه. وآل فرعون: أشياعه وأتباعه. وقيل: من كان على دينه، عن الحسن. وإنما ذكر آله، ولم يذكره، لأنهم إذا هلكوا بسببه، فكيف يكون حاله. وسوء العذاب في الدنيا الغرق، وفي الآخرة النار. وذلك قوله:
(النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) أي: يعرض آل فرعون على النار في قبورهم صباحا ومساء، فيعذبون. وإنما رفع (النار) بدلا من قوله (سوء العذاب).
وعن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن الجنة، وإن كان من أهل النار فمن النار، يقال: هذا مقعدك حين يبعثك الله يوم القيامة). أورده البخاري ومسلم في الصحيحين. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة، لأن

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست