responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 44
(وعد الله) أي: وعد الله ذلك (لا يخلف الله وعده) بظهور الروم على فارس. (ولكن أكثر الناس) يعني كفار مكة (لا يعلمون) صحة ما أخبرناه لجهلهم بالله تعالى. (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) أي: يعلمون منافع الدنيا ومضارها، ومتى يزرعون، ومتى يحصدون، وكيف يجمعون، وكيف يبنون، وهم جهال بالآخرة. فعمروا دنياهم، وخربوا آخرتهم، عن ابن عباس. وقال الحسن: بلغ والله من علم أحدهم بدنياه أن يقلب الدرهم على ظهره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي. وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله:
(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) فقال: منه الزجر والنجوم.
القصة: عن الزهري قال: كان المشركون يجادلون المسلمين وهم بمكة، يقولون: إن الروم أهل كتاب، وقد غلبهم الفرس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل إليكم على نبيكم، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم. وأنزل الله تعالى: (ألم غلبت الروم) إلى قوله: (في بضع سنين). قال: فأخبرني عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا بكر ناحب بعض المشركين قبل أن يحرم القمار على شئ، إن لم تغلب فارس في سبع سنين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم فعلت فكل ما دون العشرة بضع؟ فكان ظهور فارس على الروم في تسع سنين ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب.
وروى أبو عبد الله الحافظ بالإسناد عن ابن عباس في قوله: (ألم غلبت الروم) قال: قد مضى كان ذلك في أهل فارس والروم، وكانت فارس قد غلبت عليهم، ثم غلبت الروم بعد ذلك، ولقي نبي الله مشركي العرب، والتقت الروم وفارس، فنصر الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المسلمين، على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم. ففرح المسلمون بنصر الله إياهم، ونصر أهل الكتاب على العجم.
قال عطية: وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك، فقال: التقينا مع رسول


[1] الزجر: التيمن والتشاؤم بالطير، والتفاؤل بطيرانها. وهو نوع من الكهانة والعيافة، قيل: وإنما
سمي الكاهن زاجرا لأنه إذا رأى ما يظن أنه يتشاءم به زجر بالنهي عن المضي في تلك الحاجة
برفع صوت وشدة.
[2] ناحبه على كذا: راهنه


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست