responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 438
استعمل البعض في موضع الكل، تلطفا في الخطاب، وتوسعا في الكلام، كما قال الشاعر:
قد يدرك المتأني بعض حاجته، وقد يكون من المستعجل الزلل وكأنه قال: أقل ما فيه أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي ذلك البعض هلاككم. وقال علي بن عيسى: إنما قال (بعض الذي يعدكم) على المظاهرة بالحجاج أي: إنه يكفي بعضه، فكيف جميعه. (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) أي: لا يهدي إلى جنته وثوابه من هو مسرف على نفسه، متجاوز عن الحد في المعصية، كذاب على ربه. ويجوز أن يكون هذا حكاية عن قول المؤمن.
ويجوز أن يكون ابتداء الكلام من الله تعالى.
ثم ذكرهم هذا المؤمن ما هم فيه من الملك، ليشكروا الله على ذلك بالإيمان به، فقال: (يا قوم لكم الملك اليوم) أي: لكم السلطان على أهل الأرض، يعني أرض مصر اليوم (ظاهرين في الأرض) أي: عالين فيها، غالبين عليها، قاهرين لأهلها (فمن ينصرنا من بأس الله) أي: من يمنعنا من عذاب الله (إن جاءنا) ومعناه: لا تتعرضوا لعذاب الله بقتل النبي وتكذيبه، فلا مانع من عذاب الله إن حل بكم. ف‌ (قال فرعون) عند ذلك (ما أريكم إلا ما أرى) أي: ما أشير عليكم إلا بما أراه صوابا، وأرضاه لنفسي. وقيل: معناه ما أعلمكم إلا ما أعلم (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وما أرشدكم إلا إلى ما هو طريق الرشاد، والصواب عندي، وهو قتل موسى، والتكذيب به، واتخاذي إلها وربا.
ثم ذكرهم ما نزل بمن قبلهم، وذلك قوله. (وقال الذي امن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب) أي: عذابا مثل يوم الأحزاب. قال الجبائي: القائل لذلك موسى، لأن المؤمن من آل فرعون. كان يكتم إيمانه. وهذا لا يصح لأنه قريب من قوله: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) وأراد بالأحزاب الجماعات التي تحزبت على أنبيائها بالتكذيب، وقد يطلق اليوم على النعمة والمحنة، فكأنه قال:
يوم هلاكهم. (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد (31) ويقوم إني أخاف عليكم يوم التناد (32) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست