responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 437
(إني أخاف أن يبدل دينكم) إن لم أقتله، وهو ما تعتقدونه من إلهيتي (أو أن يظهر في الأرض الفساد) بان يتبعه قوم، ويحتاج إلى أن نقاتله، فيخرب فيما بين ذلك البلاد، ويظهر الفساد. وقيل: إن الفساد عند فرعون أن يعمل بطاعة الله، عن قتادة. فلما قال فرعون هذا، استعاذ موسى بربه، وذلك قوله: (وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) أي: إني اعتصمت بربي الذي خلقني، وربكم الذي خلقكم، من شر كل متكبر على الله، متجبر عن الانقياد له، لا يصدق بيوم المجازاة، ليدفع شره عني.
ولما قصد فرعون قتل موسى وعظهم المؤمن من آله، وهو قوله: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) في صدره على وجه التقية. قال أبو عبد الله عليه السلام:
التقية من ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له. والتقية ترس الله في الأرض، لأن مؤمن آل فرعون لو أظهر الاسلام لقتل. قال ابن عباس: لم يكن من آل فرعون مؤمن غيره، وغير امرأة فرعون، وغير المؤمن الذي أنذر موسى، فقال: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك) قال السدي ومقاتل: كان ابن عم فرعون، وكان آمن بموسى، وهو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى. وقيل: إنه كان ولي عهده من بعده، وكان اسمه حبيب. وقيل: اسمه حزبيل.
(أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله) وهو استفهام إنكار، ولو قال: أتقتلون رجلا قائلا ربي الله، لم يدل على أن القتل من أجل الإيمان، لأن (يقول) يكون صفة لرجل نحو: يقتلون رجلا قائلا ربي الله. فموضع (أن يقول) نصب على أنه مفعول له. (وقد جاءكم بالبينات من ربكم) أي: بما يدل على صدقه من المعجزات، مثل العصا واليد وغيرهما. (وإن يك كاذبا فعليه كذبه) إنما قال هذا على وجه التلطف، كقوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ومعناه: إن يك كاذبا فعلى نفسه وبال كذبه.
(وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) قيل: إن موسى كان يعدهم بالنجاة إن آمنوا، وبالهلاك إن كفروا. وقال: (يصبكم بعض الذي يعدكم) لأنهم إذا كانوا على إحدى الحالين، نالهم أحد الأمرين، فذلك بعض الأمر لا كله.
وقيل: إنما قال (بعض الذي يعدكم) لأنه توعدهم أمورا مختلفة منها الهلاك في الدنيا، والعذاب في الآخرة، فيكون هلاكهم في الدنيا بعض ما توعدهم به. وقيل:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست