responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 425
فيما مضى، وفيما يستقبل.
(وقابل التوب) يقبل توبة من تاب إليه من المعاصي بان يثيب عليها، ويسقط عقاب معاص تقدمتها على وجه التفضل منه، لذلك كان صفة مدح. ولو كان سقوط العقاب عندها واجبا، لما كان فيه مدح. قال الفراء: معناهما ذي الغفران، وذي قبول التوبة، ولذلك صار نعتا للمعرفة. (شديد العقاب) أي: شديد عقابه. وذكر ذلك عقيب قوله: (غافر الذنب) لئلا يعول المكلف على الغفران، بل يكون بين الرجاء والخوف. (ذي الطول) أي: ذي النعم على عباده، عن ابن عباس.
وقيل: ذي الغنى والسعة، عن مجاهد. وقيل: ذي التفضل على المؤمنين، عن الحسن، وقتادة. وقيل: ذي القدرة والسعة، عن ابن زيد، والسدي. وروي عن ابن عباس أنه قال: غافر الذنب لمن قال: (لا إله إلا الله) قابل التوب عمن قال: (لا إله إلا الله). شديد العقاب لمن لم يقل: (لا إله إلا الله). ذي الطول، ذي الغنى، عمن لم يقل: (لا إله إلا الله). وقيل: إنه إنما ذكر ذي الطول عقيب قوله (شديد العقاب) ليعلم أن العاصي أتي في هلاكه من قبل نفسه، لا من قبل ربه، وإلا فنعمه سابغة عليه دنيا ودينا.
(لا إله إلا هو) أي: هو الموصوف بهذه الصفات دون غيره، ولا يستحق العبادة سواه. (إليه المصير) أي: المرجع للجزاء. والمعنى: إن الأمور تؤول إلى حيث لا يملك أحد النفع والضر، والأمر والنهي، غيره تعالى، وهو يوم القيامة (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا) أي: لا يخاصم في دفع حجج الله وإنكارها وجحدها، إلا الذين كفروا بالله وآياته، وجحدوا نعمه ودلالاته. (فلا يغررك) يا محمد (تقلبهم في البلاد) أي: تصرفهم في البلاد للتجارات، سالمين أصحاء، بعد كفرهم، فإن الله تعالى لا يخفى عليه حالهم، وإنما يمهلهم لأنهم في سلطانه، ولا يفوتونه، ولا يهملهم. وفي هذا غاية التهديد.
ثم بين أن عاقبتهم الهلاك كعاقبة من قبلهم من الكفار، فقال: (كذبت قبلهم قوم نوح) يعني رسولهم نوحا (والأحزاب من بعدهم) وهم الذين تحزبوا على أنبيائهم بالتكذيب، نحو عاد وثمود، ومن بعدهم. (وهمت كل أمة) منهم (برسولهم) أي: قصدوه (ليأخذوه) أي: ليقتلوه ويهلكوه، عن ابن عباس. وإنما قال: (برسولهم)، ولم يقل برسولها، لأن المراد الرجال.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست