responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 416
عادة التخاطب فبما بيننا، لأنا نقول: هذا في قبضة فلان، وفي يد فلان: إذا هان عليه التصرف فيه، وإن لم يقبض عليه، وكذا قوله: (والسماوات مطويات بيمينه) أي: يطويها بقدرته كما يطوي الواحد منا الشئ المقدور له طيه بيمينه. وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك، كما قال: (أو ما ملكت أيمانكم) أي: ما كانت تحت قدرتكم، إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال، وسائر الجسد.
وقيل: معناه أنه محفوظات مصونات بقوته. واليمين: القوة كما في قول الشاعر:
إذا ما راية رفعت لمجد، تلقاها عرابة باليمين [1] ثم نزه سبحانه نفسه عن شركهم فقال: (سبحانه وتعالى عما يشركون) أي:
عما يضيفونه إليه من الشبيه والمثل. (ونفخ في الصور) وهو قرن ينفخ فيه إسرافيل. ووجه الحكمة في ذلك أنها علامة جعلها الله ليعلم بها العقلاء آخر أمرهم في دار التكليف، ثم تجديد الخلق. فشبه ذلك بما يتعارفونه من بوق الرحيل، والنزول، ولا تتصوره النفوس بأحسن من هذه الطريقة. وقيل: إن الصور جمع صورة، فكأنه نفخ في صورة الخلق، عن قتادة. وروي عنه أنه قرأ في الصور بفتح الواو.
(فصعق من في السماوات ومن في الأرض) أي: يموت من شدة تلك الصيحة التي تخرج من الصور جميع من في السماوات والأرض، يقال: صعق فلان إذا مات بحال هائلة شبيهة بالصيحة العظيمة. (إلا من شاء الله) اختلف في المستثنى فقيل: هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، عن السدي، وهو المروي عن حديث مرفوع. وقيل: هم الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، عن سعيد بن جبير وعطا، عن ابن عباس وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سال جبرائيل عن هذه الآية: من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش.
(ثم نفخ فيه أخرى) يعني نفخة البعث، وهي النفخة الثانية. وقال قتادة في حديث رفعه. إن ما بين النفختين أربعين سنة. وقيل: إن الله تعالى يفني الأجسام كلها بعد الصعق، وموت الخلق، ثم يعيدها. وقوله: (فإذا هم قيام) إخبار عن


[1] قائله شماخ ونسبه الجوهري إلى الحطيئة وعرابة: اسم رجل من الأنصار وقد مر البيت أيضا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست