responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 401
الأنبياء، كما كفى إبراهيم النار، ونوحا الغرق، ويونس ما وقع إليه، فهو سبحانه كافيك كما كفى الأنبياء قبلك. ومن قرأ (كاشفات ضره وممسكات رحمته)، فالوجه فيه أنه مما لم يقع، وما لم يقع من أسماء الفاعلين، أو كان للحال، فالوجه فيه النصب. ووجه الجر: أنه لما حذف التنوين، وإن كان المعنى على إثباته، عاقبت الإضافة التنوين.
المعنى: لما وعد الله سبحانه الصادق والمصدق، عقبه بأنه يكفيهم، وإن كانت الأعداء تقصدهم، وتؤذيهم، فقال: (أليس الله بكاف عبده) استفهام يراد به التقرير، يعني به محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يكفيه عداوة من يعاديه ويناوئه (ويخوفونك) يا محمد (بالذين من دونه) كانت الكفار تخوفه بالأوثان التي كانوا يعبدونها، عن قتادة والسدي وابن زيد، لأنهم قالوا له: إنا نخاف أن تهلكك آلهتنا. وقيل: إنه لما قصد خالد لكسر العزى بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: إياك يا خالد فبأسها شديد! فضرب خالد أنفها بالفأس وهشمها وقال: كفرانك يا عزى لا سبحانك، سبحان من أهانك، إني رأيت الله قد أهانك. (ومن يضلل الله فما له من هاد) أي: من أضله الله عن طريق الجنة بكفره ومعاصيه، فليس له هاد يهديه إليها. وقيل: معناه أن من وصفه بأنه ضال إذ ضل هو عن الحق، فليس له من يسميه هاديا. وقيل: من يحرمه الله من زيادات الهدى، فليس له زائد. (ومن يهد الله فما له من مضل) أي: من يهده الله إلى طريق الجنة، فلا أحد يضله عنها. وقيل: من يهده الله فاهتدى، فلا يقدر أحد على صرفه عنه. وقيل: من بلغ استحقاق زيادات الهدى، فقد ارتفع عن تأثير الوسواس.
(أليس الله بعزيز) أي: قادر قاهر، لا يقدر أحد على مغالبته (ذي انتقام) من أعدائه الجاحدين لنعمه.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (ولئن سألتهم) يا محمد (من خلق السماوات والأرض) وأوجدها وأنشأها بعد إن كانت معدومة (ليقولن الله) الفاعل لذلك لأنهم مع عبادتهم الأوثان، يقرون بذلك. ثم احتج عليهم بان ما يعبدونه من دون الله، لا يملك كشف الضر والسوء عنهم، فقال: (قل) لهم. (أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر) أي: بمرض أو فقر أو بلاء أو شدة (هل هن كاشفات ضره) أي: هل يكشفن ضره (أو أرادني برحمة) أي: بخير أو صحة (هل هن ممسكات رحمته) أي: هل يمسكن ويحبسن عني رحمته، والمعنى: إن من عجز

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست