responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 398
خالصا يعبد مالكا واحدا، لا يشوب بخدمته خدمة غيره، ولا يأمل سواه. ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته، لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما. وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي عليه السلام أنه قال: أنا ذاك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وروى العياشي بإسناده عن أبي خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
الرجل السلم للرجل حقا علي وشيعته.
(هل يستويان مثلا) أي: هل يستوي هذان الرجلان صفة وشبها، في حسن العاقبة، وحصول المنفعة؟ أي: لا يستويان، فإن الخالص لمالك واحد، يستحق من معونته وحياطته، ما لا يستحقه صاحب الشركاء المختلفين في أمره وتم الكلام.
ثم قال: (الحمد لله) أي: احمدوا الله المستحق للثناء والشكر على هذا المثل الذي علمكموه، فأزال به للمؤمنين الشبه، وأوضح الدلالة. وقيل: معناه احمدوا الله حيث لطف بكم حتى عبدتموه وحده، وأخلصتم الإيمان له والتوحيد، فهي النعمة السابغة. (بل أكثرهم لا يعلمون) حقيقة ذلك.
ثم بين سبحانه المقام الذي يتبين فيه المحق والمبطل، فقال: (إنك ميت وإنهم ميتون) أي: عاقبتك الموت، وكذا عاقبة هؤلاء (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) يعني المحق والمبطل، والظالم والمظلوم، عن ابن عباس. وكان أبو العالية يقول: الاختصام يكون بين أهل القبلة. قال ابن عمر: كنا نرى أن هذه الآية فينا وفي أهل الكتابين. وقلنا: كيف نختصم نحن ونبينا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعلمت أنها فينا نزلت. وقال أبو سعيد الخدري: في هذه الآية كنا نقول ربنا واحد، ونبينا واحد، وديننا واحد، فما هذه الخصومة؟ فلما كان يوم صفين، وشد بعضنا على بعض بالسيوف، قلنا:
نعم، هو هذا. وقال ابن عباس: الاختصام يكون بين المهتدين والضالين، والصادقين والكاذبين. (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين (32) والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34)

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست