responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 395
(تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم) أي: تأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيد (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) إذا سمعوا ما فيه من الوعد بالثواب والرحمة. والمعنى: إن قلوبهم تطمئن وتسكن إلى ذكر الله الجنة والثواب.
فحذف مفعول الذكر للعلم به. وروي عن العباس بن عبد المطلب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله، تحاتت [1] عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها). وقال قتادة: هذا نعت لأولياء الله ينعتهم بان تقشعر جلودهم، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله. ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، إنما ذلك في أهل البدع، وهو من الشيطان.
(ذلك) يعني القرآن (هدى الله يهدي به من يشاء) من عباده بما نصب فيه من الأدلة، وهم الذين آتاهم القرآن من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن الجبائي. وقيل: يهدي به من يشاء من الذين اهتدوا به، إنما خصهم بذلك لأنهم المنتفعون بالهداية، ومن لم يهتد لا يوصف بأنه هداه الله، إذ ليس معه هداية. (ومن يضلل الله) عن طريق الجنة (فما له من هاد) أي: لا يقدر على هدايته أحد عن الجبائي. وقيل: معناه من ضل عن الله ورحمته، فلا هادي له. يقال: أضللت بعيري: إذا ضل، عن أبي مسلم. وقيل: معناه من يضلله عن زيادة الهدى والألطاف، لأن الكافر لا لطف له.
(أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) تقديره أفحال من يدفع عذاب الله بوجهه يوم القيامة، كحال من يأتي آمنا لا تمسه النار؟ وإنما قال (بوجهه) لأن الوجه أعز أعضاء الانسان وقيل: معناه أمن يلقى في النار منكوسا. فأول عضو منه مسته النار وجهه، عن عطاء. ومعنى يتقي يتوقى، كما قال عنترة:
(إذ يتقون بي الأسنة، لم أخم عنها، ولكني تضايق مقدمي [2] أي: يقدمونني إلى القتال، فيتوقون بي حرها. ثم أخبر سبحانه عما يقوله خزنة النار للكفار بقوله: (وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون) أي: جزاء ما


[1] أي: تتساقط.
[2] هذا بيت من معلقته المعروفة. والخيم: الجبن. يقول: حين جعلني أصحابي حاجزا بينهم
وبين أسنة أعدائهم أي: قدموني لم أجبن عن أسنتهم، ولم أتأخر، ولكن قد تضايق موضع
اقدامي، فتعذر التقدم، فتأخرت لذلك. ويروى (ولو أني تضايق مقدمي) والمعنى: فلم
أتأخر، ولو كان المسافة بيني وبينهم ضيقا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست