responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 394
صنف، وقيل: مختلف الألوان من أخضر وأصفر وأبيض وأحمر. (ثم يهيج) أي:
يجف، وييبس (فتراه مصفرا) بعد خضرته (ثم يجعله حطاما) أي: رفاتا منكسرا متفتتا (إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب) معناه: إن في اخراج هذه الزروع ألوانا مختلفة، بماء واحد، ونقلها من حال إلى حال، لتذكيرا لذوي العقول السليمة، إذا تفكروا في ذلك، عرفوا الصانع المحدث، وعلموا صحة الابتداء والبعث والإعادة.
(أفمن شرح الله صدره للإسلام) أي: فسح صدره، ووسع قلبه، لقبول الاسلام، والثبات عليه. وشرح الصدر يكون بثلاثة أشياء أحدها: بقوة الأدلة التي نصبها الله تعالى، وهذا يختص به العلماء والثاني: بالألطاف التي تتجدد له حالا بعد حال كما قال سبحانه (والذين اهتدوا زادهم هدى) والثالث: بتوكيد الأدلة، وحل الشبهة، وإلقاء الخواطر (فهو على نور) أي: على دلالة وهدى (من ربه) شبه الأدلة بالنور لأن بها يعرف الحق، كما بالنور تعرف أمور الدنيا، عن الجبائي.
وقيل: النور كتاب الله، عز وجل، فبه نأخذ، وإليه ننتهي، عن قتادة. وحذف كمن هو قاسي القلب. يدل على المحذوف قوله: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) وهم الذين ألفوا الكفر، وتعصبوا له، وتصلبت قلوبهم حتى لا ينجع فيها وعظ، ولا ترغيب، ولا ترهيب، ولا ترق عند ذكر الله، وقراءة القرآن عليه. (أولئك في ضلال) أي: عدول عن الحق (مبين) أي: ظاهر واضح.
(الله نزل أحسن الحديث) يعني القرآن، سماه الله حديثا، لأنه كلام الله.
والكلام سمي حديثا، كما يسمى كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثا. ولأنه حديث التنزيل، بعد ما تقدمه من الكتب المنزلة على الأنبياء، وهو أحسن الحديث لفرط فصاحته، ولإعجازه، واشتماله على جميع ما يحتاج المكلف إليه من التنبيه على أدلة التوحيد والعدل وبيان أحكام الشرع، وغير ذلك من المواعظ، وقصص الأنبياء، والترغيب والترهيب.
(كتابا متشابها) يشبه بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا، ليس فيه اختلاف، ولا تناقض. وقيل: معناه أنه يشبه كتب الله المتقدمة، وإن كان أعم وأجمع وأنفع.
وقيل: متشابها في حسن النظم، وجزالة اللفظ، وجودة المعاني (مثاني) سمي بذلك لأنه يثنى فيه بعض القصص والأخبار والأحكام والمواعظ، بتصريفها في ضروب البيان، ويثنى أيضا في التلاوة، فلا يمل لحسن مسموعه.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست