responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 372
والجبان [1]. فينبغي أن يكون وصفا قد أقيم مقام الموصوف. والأحسن أن لا تقام الصفة مقام الموصوف، إلا أن تكون صفة قد غلبت نحو العبد، والأبطح والأبرق.
والقراءة بالتخفيف أحسن من حيث ذكرنا. ومن قرأ وأخر على الجمع، كان (أخر) مبتدأ، و (من شكله) في موضع صفته أي: من ضربه. و (أزواج): خبر المبتدأ لأنه جمع كالمبتدأ. وقد وصفت النكرة فحسن الابتداء بها. والضمير في (شكله) يعود إلى قوله (حميم). ويجوز أن يكون المعنى من شكل ما ذكرناه.
ومن قرأ (وآخر) على الافراد، فآخر يرتفع بالابتداء في قول سيبويه، وفيه ذكر مرفوع عنده، وبالظرف في قول أبي الحسن، ولا ذكر في الظرف لارتفاع الظاهر به، فإن لم تجعل آخر مبتدأ في هذا الوجه خاصة، قلت: إنه يكون ابتداء بالنكرة، فلا أحمل على ذلك، ولكن لما قال (حميم وغساق) دل هذا الكلام، على أن لهم حميما وغساقا. فحمل المعطوف على المعنى، فجعل لهم المدلول عليه خبرا آخر، فهو قول. وكان التقدير لهم عذاب آخر من شكله أزواج، فيكون من شكله في موضع الصفة، ويكون ارتفاع أزواج به في قول سيبويه وأبي الحسن. ولا يجوز أن يجعل قوله (من شكله أزواج) في قول من قرأ وأخر على الجمع وصفا، ويضمر الخبر كما فعلت ذلك في قول من وحد، لان الصفة منها ذكر إلى الموصوف. ألا ترى أن أزواج إذا ارتفع بالظرف، لم يجز أن يكون فيه ذكر مرفوع. والهاء التي للافراد لا ترجع إلى الجمع في الوجه البين، فتحصل الصفة بلا ذكر يعود منها إلى الموصوف. وأما امتناع (أخر) من الصرف في النكرة، فللعدل والوصف. فمعنى العدل فيه أن هذا النحو لا يوصف به إلا بالألف واللام، واستعملت (أخر) بلا ألف ولام، فصارت بذلك معدولة عن الألف واللام.
اللغة: المهاد: الفراش الموطأ، يقال: مهدت له تمهيدا، مثل: وطأت له توطئة. والحميم: الحار الشديد الحرارة، ومنه الحمى لشدة حرارتها. والغساق:
قيح شديد النتن، يقال: غسقت القرحة تغسق غسوقا. وقيل: هو مشتق من الغسق، وهو السواد والظلمة أي: هو على ضد ما يراد في الشراب من الضياء والرقة، عن أبي مسلم، ومنه يقال: ليل غاسق، وغسقت عينه: أظلمت. وأغسق المؤذن المغرب: أخره إلى الظلمة. والشكل بفتح الشين: الضرب المتشابه.


[1] الكلاء: مرفأ السفن. ساحل كل نهر. والفدان: آلة يحرث بها. والجبان: المقبرة.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست