responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 360
عليه جسدا. والجسد الذي لا روح فيه، ثم أناب سليمان.
واختلف العلماء في زلته وفتنته والجسد الذي ألقي على كرسيه على أقوال منها أن سليمان قال يوما في مجلسه: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، تلد كل امرأة منهن غلاما، يضرب بالسيف في سبيل الله، ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن، فلم تحمل منهم إلا امرأة واحدة، جاءت بشق ولد، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
ثم قال: فوالذي نفس محمد بيده، لو قال " إن شاء الله " لجاهدوا في سبيل الله فرسانا. الجسد الذي ألقي على كرسيه كان هذا. ثم أناب إلى الله تعالى، وفزع إلى الصلاة والدعاء على وجه الانقطاع إليه سبحانه، وهذا لا يقتضي أنه وقع منه معصية صغيرة ولا كبيرة، لأنه وإن لم يستثن ذلك لفظا، فلا بد من أن يكون قد استثناه ضميرا واعتقادا، إذ لو كان قاطعا للقول بذلك، لكان مطلقا لما لا يأمن من أن يكون كذبا، إلا أنه لما لم يذكر لفظة الاستثناء، عوتب على ذلك من حيث ترك ما هو مندوب إليه.
ومنها: ما روي أن الجن والشياطين لما ولد لسليمان ابن، قال بعضهم لبعض: إن عاش له ولد، لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء، فأشفق منهم عليه فاسترضعه في المزن، وهو السحاب، فلم يشعر إلا وقد وضع على كرسيه ميتا، تنبيها على أن الحذر لا ينفع عن القدر، فإنما عوتب على خوفه من الشياطين، عن الشعبي، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
ومنها: أنه ولد له ولد ميت، جسد بلا روح، فألقي على سريره، عن الجبائي. ومنها أن الجسد المذكور هو جسد سليمان لمرض امتحنه الله تعالى به.
وتقدير الكلام: وألقينا منه على كرسيه جسدا، لشدة المرض، فيكون (جسدا) منصوبا على الحال. والعرب تقول في الانسان إذا كان ضعيفا: هو جسد بلا روح، ولحم على وضم.
(ثم أناب) أي: رجع إلى حال الصحة، عن أبي مسلم، واستشهد على ذلك بقوله تعالى (ومنهم من يستمع إليك) إلى قوله: (يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين). ولو أتى بالكلام على شرحه، لقال: يقول الذين كفروا منهم أي:
من المجادلين، كما قال سبحانه: (محمد رسول الله)، إلى قوله: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة)، ومثله قول الأعشى:


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست