نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 352
بعض) فجئناك لتقضي بيننا، وذلك قوله (فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط) أي: ولا تجر علينا في حكمك، ولا تجاوز الحق فيه بالميل لأحدنا على صاحبه. (واهدنا إلى سواء الصراط) أي: دلنا وأرشدنا إلى وسط الطريق الذي هو طريق الحق. ثم حكى سبحانه ما قاله أحد الخصمين لصاحبه بقوله: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة) قال الخليل: النعجة هي الأنثى من الضأن، والبقر الوحشية، والشاة الجبلية. والعرب تكني عن النساء بالنعاج والظباء والشاة. قال الأعشى: فرميت غفلة عينه عن شاته، * فأصبت حبة قلبها، وطحالها [1] قال عنترة: يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت على، وليتها لم تحرم [2] (فقال أكفلنيها) أي: ضمها إلي، واجعلني كافلها الذي يلزم نفسه القيام بها وحياطتها، والمعنى: أعطنيها. وقيل: معناه انزل لي عنها حتى تصير في نصيبي، عن ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد. (وعزني، في الخطاب) أي: غلبني في مخاطبة الكلام. وقيل: معناه أنه إذا تكلم كان أبين مني، وإن بطش كان أشد مني، وإن دعا كان أكثر مني [3]، عن الضحاك. (قال) داود القد ظلمك بسؤال نعجتك) معناه: إن كان الأمر على ما تدعيه، لقد ظلمك بسؤاله إياك بضم نعجتك (إلى نعاجه) فأضاف المصدر إلى المفعول به (وإن كثيرا من الخلطاء) أي: الشركاء المخالطين جمع الخليط (ليبغي بعضهم على بعض). ثم استثنى من جملة الخلطاء الذين يبغي بعضهم على بعض، الذين آمنوا فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي: فإنهم لا يظلم بعضهم بعضا (وقليل ما هم) أي: وقليل هم. وما مزيدة. (وظن داود أنما فتناه) أي: وعلم
[1] يصف معاشقته بامرأة ذات بعل، وإصابته منها بعد انتهاز فرصة ومراقبة طويلة، لغفلة بعلها. والضمير في " عينه " و " شاته " يرجع إلى زوج تلك المرأة. [2] هذا أيضا من معلقة المشهورة. والقنص: الصيد. يقول: يا هؤلاء اشهدوا شاة قنص لمن حلت له فتعجبوا من حسنها وجمالها، لكنها حرمت علي. وذكر الزوزني في الحرمة المذكورة في البيت وجهان، فراجع إن شئت. [3] وفي المخطوطتين هكذا. " لان دعا كان أكثر مني، لان بطش... ".
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 352