responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 310
بكمال قدرته شجرة في النار من جنس النار، أو من جوهر لا تأكله النار، ولا تحرقه، كما أنها لا تحرق السلاسل والأغلال فيها، وكما لا تحرق حياتها وعقاربها، وكذلك الضريع وما أشبه ذلك.
(طلعها كأنه رؤوس الشياطين) يسأل عن هذا فيقال. كيف شبه طلع، هذه الشجرة برؤوس الشياطين، وهي لا تعرف، وإنما يشبه الشئ بما يعرف؟ وأجيب عنه بثلاثة أجوبة أحدها: إن رؤوس الشياطين ثمرة يقال لها الأستن، وإياه عنى النابغة بقوله:
تحيد عن أستن سود أسافله * مثل الإماء اللواتي تحمل الحزما [1] وهذه الشجرة تشبه بني آدم. قال الأصمعي: ويقال له الصوم، وأنشد:
موكل بشدوف الصوم يرقبه * من المعارم مهضوم الحشازرم [2] يصف وعلا يظن هذا الشجر قناصين [3]، فهو يرقبه. والشدوف: الشخوص، واحدها شدف. وثانيا: إن الشيطان جنس من الحيات، فشبه سبحانه طلع تلك الشجرة برؤوس تلك الحيات. أنشد الفراء:
عنجرد تحلف حين أحلف * كمثل شيطان الحماط أعرف [4] أي: له عرف، وأنشد المبرد:
وفي البقل إن لم يدفع الله شره، * شياطين يعدو بعضهن على بعض [5] وثالثها: إن قبح صور الشياطين متصور في النفوس، ولذلك يقولون لما


[1] حاد عنه: مال وعدل. والحزمة: ما حزم من الحطب. شبه شجرة الأستن بأمة سوداء تحمل
الحطب على رأسها قيل: وضمير تحيد يرجع إلى امرأة مذكورة في الأشعار السابقة.
[2] العرم والعرمة: النقطة السوداء في أذن الشاة الضائنة والمعزى. يقال قطيع أعرم: إذا كان بين
العرم. وفي بعض النسخ " من المعازب "، وفسره بعض فقال من المعازب: من حيث يعزب
عنه الشئ أي: يتباعد، ومهضوم الحشا: ضامره، وزرم - ككتف - لا يثبت في مكان.
[3] القناص: الصياد.
[4] امرأة عنجرد. خبيثة، سيئة الخلق. والحماط: شجر عظام تنبت في بلاد العرب تسكنها
الحيات. شبه الشاعر المرأة بحية له عرف.
[5] البقل: قوم من العرب.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست