responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 307
كان لي قرين) في دار الدنيا أي: صاحب يختص بي، إما من الإنس على قول ابن عباس، أو من الشيطان على قول مجاهد. (يقول) لي على وجه الانكار علي، والتهجين لفعلي (أئنك لمن المصدقين) بيوم الدين، وبالبعث، والنشور، والحساب، والجزاء. والاستفهام هنا على وجه الانكار.
(أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون) أي: مجزيون محاسبون من قولهم:
كما تدين تدان، والمعنى: إن ذلك القرين كان يقول لي في الدنيا على طريق الاستبعاد والاستنكار: أنبعث بعد أن صرنا ترابا وعظاما بالية، ونجازى على أعمالنا أي: إن هذا لا يكون أبدا. وهذا أبلغ في النفي من أن يقول لا نبعث، ولا نجازى.
(قال هل أنتم مطلعون) أي: ثم قال هذا المؤمن لإخوانه في الجنة: هل أنتم مطلعون على موضع من الجنة يرى منه هذا القرين؟ يقال: طلع على كذا: إذا أشرف عليه، والمعنى: هل تؤثرون أن تروا مكان هذا القرين في النار؟ وفي الكلام حذف أي: فيقولون له: نعم، إطلع أنت، فأنت أعرف بصاحبك. قال الكلبي: وذلك لان الله تعالى جعل لأهل الجنة كوة ينظرون منها إلى أهل النار.
(فاطلع فرآه) أي: فاطلع هذا المؤمن، فرأى قرينه (في سواء الجحيم) أي: في وسط النار.
(قال) أي: فقال له المؤمن (تالله إن كدت لترديني) هذه (إن) المخففة من الثقيلة بدلالة مصاحبة لام الابتداء لها في قوله (لترديني). أقسم بالله سبحانه على وجه التعجب، إنك كدت تهلكني بما قلته لي، ودعوتني إليه، حتى يكون هلاكي كهلاك المتردي من شاهق. ومنه قوله: (وما يغني عنه ماله إذا تردى) أي: تردى في النار (ولولا نعمة ربي) علي بالعصمة واللطف والهداية حتى آمنت (لكنت من المحضرين) معك في النار، ولا يستعمل أحضر مطلقا إلا في الشر. قال قتادة:
فوالله لولا أن الله عرفه إياه، لما كان يعرفه. لقد تغير حبره وسبره أي: حسنه وسحناؤه [1].
(أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين) معناه: إن هذا المؤمن


[1] السحناء: الهيئة واللون.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست