responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 299
وبعض بني عقيل يقولون لاتب أيضا بالتاء. والداخر: الصاغر أشد الصغر.
المعنى: ثم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (فاستفتهم) أي: فاسألهم يا محمد سؤال تقرير (أهم أشد خلقا) أي: أحكم صنعا (أم من خلقنا) قبلهم من الأمم الماضية، والقرون السالفة، يريد أنهم ليسوا بأحكم خلقا من غيرهم من الأمم، وقد أهلكناهم بالعذاب. وقيل: أهم أشد خلقا أم من خلقنا من الملائكة، والسماوات، والأرض. وغلب ما يعقل على ما لا يعقل. (إنا خلقناهم من طين لازب) معناه: إنهم إن قالوا نحن أشد فأعلمهم أن الله خلقهم من طين، فكيف صاروا أشد قوة منهم. والمراد أن آدم خلقه الله من طين، وأن هؤلاء نسله وذريته، فكأنهم منه. وقال ابن عباس: اللازب الملتصق من الطين الحر الجيد.
(بل عجبت) يا محمد من تكذيبهم إياك (و) هم (يسخرون) من تعجبك.
ومن ضم التاء فالمراد أنه سبحانه أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يخبر عن نفسه بأنه عجب من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضلال، وتقديره: قل بل عجبت، عن المبرد. وقيل: يسخرون أي: يهزأون بدعائك إياهم إلى الله، والنظر في دلائله وآياته. وروي عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قرأ عبد الله بن مسعود (بل عجبت) بالضم، فقال شريح: إن الله لا يعجب، إنما يعجب من لا يعلم. قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فقال. إن شريحا كان معجبا برأيه. إن عبد الله قرأ (بل عجبت)، وعبد الله أعلم من شريح. وإضافة العجب إلى الله تعالى ورد الخبر به كقوله: " عجب ربكم من شباب ليس له صبوة وعجب ربكم من إلكم وقنوطكم " [1].
ويكون ذلك على وجهين. عجب مما يرضى، ومعناه الاستحسان، والخبر عن تمام الرضى، وعجب مما يكره، ومعناه الانكار له والذم.
(وإذا ذكروا لا يذكرون) أي: وإذا خوفوا بالله، ووعظوا بالقرآن، لا ينتفعون بذلك، ولا يتعظون به. (وإذا رأوا آية) من آيات الله، ومعجزة مثل انشقاق القمر، وغيرها. (يستسخرون) أي: يستهزؤون ويقولون: هذا عمل السحر.
وسخر واستسخر بمعنى واحد. وقيل: معناه يستدعي بعضهم بعضا إلى إظهار


[1] قال ابن الأثير الصبوة: الميل إلى الهوى وقال في (ألل) في الحديث: " عجب ربكم من إلكم
وقنوطكم " الال: شدة القنوط. ويجوز أن يكون من رفع الصوت بالبكاء. وقال أبو عبيدة:
المحدثون يروونه بكسر الهمزة، والمحفوظ عند أهل اللغة الفتح، وهو أشبه بالمصادر.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست