responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 296
المعنى: (والصافات صفا) اختلف في معنى الصافات على وجوه أحدها:
إنها الملائكة تصف أنفسها صفوفا في السماء، كصفوف المؤمنين في الصلاة، عن ابن عباس، ومسروق، والحسن، وقتادة، والسدي. وثانيها: إنها الملائكة تصف أجنحتها في الهواء إذا أرادت النزول إلى الأرض، واقفة تنتظر ما يأمرها الله تعالى، عن الجبائي. وثالثها: إنهم جماعة من المؤمنين يقومون مصطفين في الصلاة، وفي الجهاد، عن أبي مسلم.
(فالزاجرات زجرا) اختلف فيها أيضا على وجوه أحدها: إنها الملائكة تزجر الخلق عن المعاصي زجرا، عن السدي، ومجاهد. وعلى هذا فإنه يوصل الله مفهومه إلى قلوب العباد، كما يوصل مفهوم إغواء الشيطان إلى قلوبهم، ليصح التكليف وثانيها: إنها الملائكة الموكلة بالسحاب، تزجرها وتسوقها، عن الجبائي وثالثها: إنها زواجر القرآن وآياته الناهية عن القبائح، عن قتادة. ورابعها: إنهم المؤمنون يرفعون أصواتهم عند قراءة القرآن، لان الزجرة الصيحة، عن أبي مسلم.
(فالتاليات ذكرا) اختلف فيها أيضا على أقوال أحدها. إنها الملائكة تقرأ كتب الله تعالى، والذكر الذي ينزل على الموحى إليه، عن مجاهد، والسدي وثانيها:
إنها الملائكة تتلو كتاب الله الذي كتبه لملائكته، وفيه ذكر الحوادث، فتزداد يقينا بوجود المخبر على وفق الخبر. وثالثها: جماعة قراء القرآن من المؤمنين، يتلونه في الصلاة، عن أبي مسلم. وإنما لم يقل فالتاليات تلوا، كما قال (فالزاجرات زجرا)، لان التالي قد يكون بمعنى التابع، ومنه قوله (والقمر إذا تلاها). فلما كان اللفظ مشتركا، بينه بما يزيل الإبهام.
(إن إلهكم لواحد) وهذه أقسام أقسم الله تعالى بها، أنه واحد ليس له شريك. ثم اختلف في مثل هذه الأقسام فقيل: إنها أقسام بالله تعالى على تقدير:
ورب الصافات، ورب الزاجرات، ورب التين والزيتون، لان في القسم تعظيما للمقسم به، ولأنه يجب على العباد أن لا يقسموا إلا بالله تعالى، إلا أنه حذف لان حجج العقول دالة على المحذوف، عن الجبائي، والقاضي. وقيل: بل أقسم الله سبحانه بهذه الأشياء، وإنما جاز ذلك لأنه ينبئ عن تعظيمها بما فيها من الدلالة على توحيده، وصفاته العلى، فله سبحانه أن يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست