responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 268
القدرة في استثارة الموتى من القبور، سهل على الله تعالى، كزقية زقاها طائر. فهذا كقوله تعالى: (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة).
وأما من قرأ (يا حسره على العباد) بسكون الهاء، فيمكن أن يكون حسرة غيره معلقة بعلى، فيحسن الوقف عليها. ثم يعلق على بمضمر يدل عليه قوله حسرة، فكأنه قال: أتحسر على العباد، ومثل ذلك كثير في التنزيل. وإذا كان حسرة معلقة بعلى، أو موصوفة، فلا يحسن الوقف عليها دونه. وعلى هذا فيمكن أن يكون ذلك لتقوية المعنى في النفس، وذلك أنه موضع تنبيه وتذكير، فطال الوقف على الهاء، كما يفعله المستعظم للأمر، المتعجب منه، الدال على أنه قد بهره، وملك عليه لفظه، وخاطره. ثم قال من بعد على العباد.
وأما من قرأ (يا حسرة العباد) مضافا، فإن فيه وجهين أحدهما: أن يكون العباد فاعلين في المعنى، كقوله: يا قيام زيد، والمعنى: كان العباد إذا شاهدوا العذاب تحسروا والآخر: إن العباد مفعولون في المعنى، وتدل عليه القراءة الظاهرة (يا حسرة على العباد) أي: يتحسر عليهم من يعنيه أمرهم، وهذا واضح. وفتح أبو عمرو الياء من قوله: (وما لي لا أعبد) لئلا يكون الابتداء بلا أعبد. وقرأ في النمل: (ما لي لا أرى الهدهد) بسكون الياء.
المعنى: ثم ذكر سبحانه تمام الحكاية عن الرجل الذي جاءهم من أقصى المدينة، فقال. (اتبعوا من لا يسألكم أجرا) أي: وقال لهم اتبعوا معاشر الكفار من لا يطلبون منكم الأجر، ولا يسألونكم أموالكم، على ما جاؤوكم به من الهدى (وهم) مع ذلك (مهتدون) إلى طريق الحق، سالكون سبيله. قال: فلما قال هذا أخذوه ورفعوه إلى الملك، فقال له الملك: أفأنت تتبعهم، فقال: (وما لي لا أعبد الذي فطرني) أي: وأي شئ لي إذا لم أعبد خالقي الذي أنشأني، وأنعم علي، وهداني (وإليه ترجعون) أي: تردون عند البعث، فيجزيكم بكفركم.
ثم أنكر اتخاذ الأصنام وعبادتهم، فقال: (أأتخذ من دونه آلهة) أعبدهم (إن يردن الرحمن بضر) أي: إن أراد الله إهلاكي، والإضرار بي (لا تغن عني شفاعتهم شيئا) أي: لا تدفع، ولا تمنع شفاعتهم عني شيئا، والمعنى لا شفاعة لهم فتغني (ولا ينقذون) أي: ولا يخلصوني من ذلك الهلاك، أو الضرر والمكروه (إني إذا لفي ضلال مبين) أي: إني إن فعلت ذلك في عدول عن الحق واضح. والوجه في

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست