responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 264
لرسالته، وأنه علم من حال هؤلاء صلاحهم للرسالة، وتحمل أعبائها. (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) وإنما قالوا ذلك بعد ما قامت الحجة بظهور المعجزة، فلم يقبلوها. ووجه الإحتجاج بهذا القول أنهم ألزموهم بذلك النظر في معجزاتهم، ليعلموا أنهم صادقون على الله، ففي ذلك تحذير شديد.
(وما علينا إلا البلاغ المبين) أي: وليس يلزمنا إلا أداء الرسالة، والتبليغ الظاهر. وقيل: معناه وليس علينا أن نحملكم على الإيمان، فإنا لا نقدر عليه.
(قالوا) أي: قال هؤلاء الكفار في جواب الرسل، حين عجزوا عن إيراد شبهة، وعدلوا عن النظر في المعجزة (إنا تطيرنا بكم) أي: تشاءمنا بكم (لئن لم تنتهوا) عما تدعونه من الرسالة، (لنرجمنكم) بالحجارة، عن قتادة. وقيل: معناه لنشتمنكم، عن مجاهد.
(وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا) يعني الرسل (طائركم معكم) أي: الشؤم كله معكم، بإقامتكم على الكفر بالله تعالى. فأما الدعاء إلى التوحيد، وعبادة الله تعالى، ففيه غاية البركة، والخير، واليمن، ولا شئ فيه. وقيل: معنى طائركم حظكم ونصيبكم من الخير والشر، عن أبي عبيدة، والمبرد. (أئن ذكرتم) أي: إن ذكرتم قلتم هذا القول. وقيل: معناه إن ذكرناكم هددتمونا، وهو مثل الأول. وقيل:
معناه إن تدبرتم، عرفتم صحة ما قلناه لكم.
(بل أنتم قوم مسرفون) معناه: ليس فينا ما يوجب التشاؤم بنا، ولكنكم متجاوزون عن الحد في التكذيب للرسل والمعصية. والإسراف. الإفساد، ومجاوزة الحد. والسرف: الفساد قال طرفة:
إن امرءا سرف الفؤاد يرى عسلا بماء سحابة شتمي [1] أي: فاسد القلب (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) وكان اسمه حبيب النجار، عن ابن عباس، وجماعة من المفسرين. وكان قد آمن بالرسل عند ورودهم القرية. وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة. فلما بلغه أن قومه قد كذبوا الرسل، وهموا بقتلهم، جاء يعدو ويشتد. (قال يا قوم اتبعوا المرسلين) الذين أرسلهم الله إليكم، وأقروا برسالتهم. قالوا: وإنما علم هو بنبوتهم، لأنهم لما دعوه


[1] أي: يرى شتمي حلوا عذبا.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست